رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تكتشف وأنت تتابع أنباء امتحانات الثانوية العامة، هذه الأيام، أنك أمام مسرحية درامية من النوع الرفيع، أكثر منك أمام أداء امتحانات شهادة عامة! 

فامتحان الكيمياء.. مثلاً.. أعاد البهجة الى وجوه الطلاب الممتحنين، وامتحان الفيزياء من بعده، انتهى بعاصفة من الدموع! 

وبعدها تقرأ أن امتحانات اللغة العربية.. مثلاً مثلاً.. أعادت رسم البسمة على وجه كل طالب وطالبة.. وهكذا.. وهكذا الى آخر يوم في الامتحانات! 

إن طالب الثانوية العامة يؤدي امتحاناً، وليس عضواً في فرقة مسرحية!

وبما أن الموضوع يتنقل بين الضحكات، وبين الصرخات، فهو لا يصور لمن يتابعه،  اختباراً تعليمياً يؤهل الطالب لأن يلتحق بالجامعة، بقدر ما يضعنا أمام عمل درامي من النوع العبثي!.. وأشد منه عبثاً، أن يحرص الوزير المختص قبل الامتحانات بفترة، على أن يؤكد، أن الامتحان هذا العام في مستوى الطالب المتوسط! 

ماذا يعني أن يكون الامتحان في مستوى الطالب المتوسط؟!.. معناه أن الطالب يؤديه، ليس بهدف قياس مدى قدرته على الاستيعاب، وعلى الفهم، وعلى التفكير المستقل بطريقة سليمة، ولكنه يؤديه بغرض الحصول في النهاية على شهادة! 

أما أن تكون الشهادة تقول إن صاحبها مؤهل لأن يلتحق بالجامعة، وأما أن تكون الشهادة قادرة على أن تجد لحاملها موقعاً في سوق العمل في بلده، أو خارجه، فهذا هو ما تنفيه تماماً حكاية أن الامتحان في مستوى الطالب المتوسط! 

إن ما أعرفه، ويعرفه كل متابع لتجارب التعليم الناجحة في مختلف الدول، أن الامتحان لابد أن يكون في مستوى الطالب القادر على التفكير، والابتكار، والإبداع، لا الطالب الأشطر على نقل صفحات كاملة من الكتب التي درسها، الى ورقة الإجابة، فيحصل بذلك على أعلى درجة، ويلتحق بكليات القمة، وكأن هذا وحده هو المطلوب! 

التعليم هو آفة هذا البلد، وهو أيضاً سبيله الى الخلاص من وضع سيئ يعيشه، والمشكلة اننا لم نبدأ بعد في هذا السبيل، وحين نبدأ سوف يكون علينا أن ننتظر ١٢ عاماً هي عدد سنوات التعليم قبل الجامعي، وعندها فقط  سوف نحصل على ثمار ما بدأناه.  

أما قبل ذلك، فنحن نعيد إنتاج كل ما فات.