رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

«يؤلمني جدًا أن أرى أولادنا المجندين والضباط والأمناء وصف الضابط وهم يتساقطون يومياً بأيدي الإرهاب الغادر، ويؤلمني أكثر أن أراهم صيداً سهلاً لهؤلاء السفلة دون أن نعيد النظر في خطط تأمين المنشآت، والطرق، والكمائن الثابتة والمتحركة».

هذه الفقرة كتبتها أكثر من مرة وبصياغات مختلفة بعد استشهاد وإصابة بعض أولادنا الشباب فى الجيش والشرطة، وفى كل مرة كنت اتهم القيادات الأمنية بالتقصير فى وضع خطط لتأمين الطرق والمنشآت والكمائن، وفى كل مرة أيضاً كنت أطالب بإعادة النظر في الخطط، وأطالب بالاعتماد على التكنولوجية: تركيب كاميرات في الشوارع، وحول المنشآت والكمائن، وتركيب كاميرات فى السيارات.

السبت الماضي استشهد ضابطان وأصيب ثلاثة جنود، قبل أن يتناولوا وجبة السحور خرجوا من معسكر الأمن المركزي بسيارة فى طريقهم إلى أحد الكمائن بالمعادى لتبديل النوبتجية، فى طريق الأوتوستراد، بالقرب من كارفور والمعادى (حسب بيان وزارة الداخلية) دائرة قسم البساتين، وقع الحادث المؤسف، قيل خرج عليهم بعض الإرهابيين فى سيارة دفع رباعي وأمطرتهم بالرصاص، وقيل انفجرت فيهم قنبلة، ربما سبق وزرعها الإرهابيون فى الطريق، وقاموا بتفجيرها عن بعد عند مرور السيارة، الحادث أسفر عن استشهاد اثنين من أولادنا ضباط الشرطة، وإصابة ثلاثة جنود.

طريق الأوتوستراد يعرف الجميع من الطرق الحيوية التي لا تنقطع الحركة عنه، ويربط بين العديد من الأحياء المأهولة بالسكان، وكنا نظن ان طريقًا مثل هذا يحظى باهتمام الأجهزة الأمنية، تنتشر فيه الكمائن الثابتة والمتحركة، وتحزمه الكاميرات عالية التقنية، لكن للأسف الحادث الذى استشهد وأصيب فيه بعض أولادنا الشباب، كشف عن الغياب والتقصر الأمنى الشديد، واتضح انه مثل العشرات من الطرق تم إهماله أمنيا، لا كمائن ولا كاميرات.

عن نفسي لن أكرر ما سبق وقلته أو سبق وطالبت به، فقط سوف أطرح بعض الأسئلة على القيادات الأمنية، ونتمنى أن تكون قد طرحت عليهم بعد الحادث المؤسف، من هذه الأسئلة: كيف عرف الإرهابيون خط سير سيارة الشرطة؟، هل سبق ورصدوا المعسكر الذى خرجت منه أم أنهم حصلوا على معلومات خط السير من داخل المعسكر؟، كيف عرفوا جدول مواعيد تغيير النوبتجيات؟، وكيف زرعوا القنبلة فى طريق السيارة دون أن يراهم أحد؟، وهل غياب الكمائن والكاميرات مجرد إهمال وتقصير أم متعمد؟، وكيف يكشف الإرهابيون دائما عن مواضع ثغراتكم؟، من الذى يرشدهم إلى ثغراتكم الأمنية الموجود فى الطرق، والكمائن، والمنشآت، والتحركات؟

قبل أن أنهى المقال، أذكر القيادات الأمنية بما سبق وقلته أكثر من مرة، يجب أن نفكر جيداً فى كيفية ترشيد دماء أولادنا النبيلة، أن نقلل من أعدادها، فحياتهم أفضل لنا ولبلادنا من استشهادهم، نحن فى حاجة إليهم لكى يشاركوا سائر شباب البلد في بناء هذا الوطن، نحن فى أمس الحاجة إلى سواعدهم، وإلى عقولهم، وإلى روحهم الشابة، دماء هؤلاء الشباب أهم بكثير من القيادات الأمنية الفاشلة.

[email protected]