رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

من أقدم الوقائع التى ذكر فيها النادي الإيطالي بمنطقة وسط البلد، واقعة اغتيال يوسف وهبة باشا رئيس الحكومة، فى منتصف الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين15 ديسمبر 1919، خرج صاحب الدولة يوسف وهبة باشا رئيس الوزراء من منزله بشارع الشواربى، قاصدا ديوان المالية كعادته.. فلما وصل الأوتومبيل إلى شارع سليمان باشا (حسب رواية جريدة الأهرام آنذاك) قبالة النادى الطليانى، أسرع شاب كان جالسا فى كافيه «ريش» إلى الرصيف الغربى من الشارع فى ميدان سليمان باشا، وألقى قنبلة أخطأت الغرض لدوران الأوتومبيل بسرعة، ثم ألقى قنبلة أخرى تجاوزت الأوتومبيل، فنزل الضابط سليم أفندى زكى وقبض على الضارب، أما سائق الأوتومبيل فإنه دار بأوتومبيله وعاد بدولة الرئيس إلى منزله، فاستأنف دولته السير إلى وزارة المالية حيث قابل المهنئين»، وأصدر قلم المطبوعات بعد ظهر يوم الحادث بيانا جاء فيه: بينما كان صاحب الدولة يوسف باشا وهبة كبير الوزراء ذاهبا إلى فى سيارته من منزله إلى الوزارة فى منتصف الساعة العاشرة من صباح اليوم (الاثنين) إذ بطالب قبطى من طلبة مدرسة الطب اسمه عريان يوسف سعد، من جهة ميت غمر وعمره نحو عشرين سنة، قد تقدم إلى الطريق أمام كافيه ريش بميدان سليمان باشا وألقى قنبلتين نحو سيارة دولته...وتولى التحقيق صاحب السعادة النائب العمومى، ويحكى لنا عريان سعد تفاصيل الوقعة فى مذكراته، مشيرا إلى أن وهبة باشا طلب رؤيته، وفى مكتبه دار الحوار التالى:

ـ بتعمل كده ليه يا شاطر؟

ـ يا سعادة الباشا أنت خرجت عن الأمة.

ـ وكيف تحكم بخروجي على الأمة؟

ـ أرسل البطريرك وفدا من أعيان الأقباط يطلب إليك ألا تؤلف الوزارة فأبيت مقابلة الوفد.

ـ وإذا لم أؤلف أنا الوزارة أما كان غيرى يؤلفها؟

ـ كان يكون مصيره القتل مثلك.

ـ ما اسمك؟

ـ عريان يوسف سعد، وأنا طالب طب، وأنا قبطى أردت أن أغسل بدمى ودمك ما وصمت به الأقباط بقبولك تأليف الوزارة».

بعد هذا اللقاء تم نقل عريان سعد إلى النائب العمومى محمد توفيق رفعت باشا للبدء فى التحقيقات، عريان ذكر أثناء التحقيق انه بات ليلة فى السجن، وفى الصباح قال له عبدالعال باشسجان السجن: أهل حتتنا حلفونى ميت يمين أسلم لهم عليك، وحكى أيضا عريان: إن شقيقه قام بزيارته وأكد له أن والده اتفق مع المستر سيلى المحامى الإنجليزى لكى يدافع عنه، ورفض عريان بشده وقال له: كيف يدافع عنى محام انجليزى؟، وكيف أركن أنا إلى دفاعه والخصومة بين المصريين والإنجليز قد بلغت حد إطلاق الرصاص من الجانبين؟

استنكرت النخبة السياسية الواقعة، ووصفتها بالعنف غير المبرر، وأرجعته إلى حماس الشباب وقلة الخبرة، كما أرجعته إلى ضعف الإيمان، وقد عبر عن هذا التيار د.محمد حسين هيكل فى مذكراته، وبعد أن قضت المحكمة على يوسف عريان بالسجن عشرة سنوات، وقف طلبة الطب والمدارس العليا على محطة باب اللوق فى انتظاره لتحيته قبل ترحيله إلى السجن، وهتف الطلبة: « لتحيا الحرية، ليحيا الوطن».

 

[email protected]