رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

اللجوء الأقليمى لشخص أبتعد عن وطنه الذي ينتمى إليه هرباً من حروب وصراعات طائفية ومذهبية كما هو الحال للاجئيين السوريين وغيرهم، هو حق من حقوق الأنسان المكفول له في دساتير العالم وفى بعض الأتفاقيات الدولية وفى الشريعة الإسلامية، فقد قال تعالى عن الهجرة في سورة النساء (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[97] كذلك المادة 91 من الدستور المصرى والتى تنص على أن"تمنح الدولة حق اللجوء السياسى لكل اجنبى اضطهد بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب أو حقوق الإنسان أو السلام أو العدالة.." وأيضا المادة 14 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتى تنص على "أحقية كل فرد في ان يلجأ إلى بلاد أخرى او يحاول الإلتجاء إليها هرباً من الأضطهاد".

وبعيدا عن تلك النواحي الدستورية فهناك نواحي قد تأتي في مرتبة أسمي وهي النواحي الأنسانية التي لا أتصور أن يتعمد شخص تجاهلها بحثاً عن نسب المشاهدة الأعلى! فلم يشاهد أى منا هذا "الفيديو الحزين" إلا وأصابه الشعور القوى بالذل والهوان وإنعدام الإنسانية! إنعدام الإنسانية النابع من استغلال الفقر والإحتياج لأهواء ومصالح شخصية ومادية بحتة دون النظر لأى من الأعتبارات الأخلاقية.. تصوير عدد من اللاجئين السوريين علي أحدى الفضائيات المصرية في صورة "همجية" فى لحظة هجومهم على سيارة تجمع عدد من الملابس لم ينتج عنه سوى مهانة لهم وإنعدام إنسانية منا! فأبسط مبادىء الأديان السماوية والأخلاقية والإنسانية تمنع أى أنسان ذو خلق من استغلال فقر البشر واحتياجهم ومعاناتهم "للشماته عيني عينك" خاصة وإن كان المقصود أن تتم تلك "الشماتة" بأسم مصر والمصريين!!! مصر التى كانت ولا تزال تفتح أبوابها على مصرعيها لأستقبال كافة أجناس الأرض رافعة الشعار الُمبارك "أدخلوها بسلام آمنيين"! مصر التى لم تنصب الخيام للسوريين بل أحتضنتهم في شوارعها وحواريها! مصر التى عاشوا فيها بأمان وسط محبة وأبتسامة المصريين! مصر التى وجدوا فيها الأرض الخصبة للتجارة والأستثمار فوقفوا في شوارعها ليبيعوا المأكولات والمفروشات والعطور.. مصر التى داوت ألم الغربة وحنين الوطن!

عفواً لم يكن مقبولاً هذا "التعميم" بأى شكل من الأشكال فلم يفقد كل المصريين إنسانيتهم كأولئك الذين قاموا بتصوير هذا المشهد البائس حتى يتم الحديث بأسم المصريين كما لم يأتي السوريون جميعهم إلى مصر "للشحاتة" فإذا كان فقر البعض قد دفعهم بصورة غير إرادية إلى الأسراع في تلقي المساعدات فأن هناك لاجئيين سوريين كانوا قدوة لكثير من الشباب المصرى فى الطموح والأرادة، فهذا الشاب السورى الذى أضطهد فى وطنه وعانى من ويلات العنف المسلح وإنعدام الأمن الأمان قد أتى إلى مصر والألم في قلبه والحاجة والحياء في نفسه باحثاً عن مصدر رزق وآملاً فى حياة ومستقبل جديد، فلا هم يستحقوا منا الإهانة ولا نحن نستحق "وصمة اعار"! أرجوكم كفوا عن التهليل بأسم مصر والمصريين وأتركونا نعيش في سلام فالخزى الأعلامي أولي أن يلصق بأصحابه لا بمصر والمصريين!

أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..

[email protected]