والنبي.. سيبوها نايمة!

ونقصد بها: جامعة الدول العربية!!

إذ وسط الغليان الذي تعيشه المنطقة كلها.. وتتأزم العلاقات بين أعضاء حيويين في هذه الجامعة.. منها دول مؤسسة مثل مصر والسعودية ودول انضمت اليها بعد الاستقلال مثل قطر والامارات والبحرين.. ورغم  كل المخاطر التي تحدق بالمنطقة، التي هي بؤرة الأحداث، هذه الأيام..

واللافت للنظر، أنه رغم الخلافات التي تمزق علاقات خمس دول لم تتحرك الأمانة العامة للجامعة.. تماماً كما لم تتحرك لوجود قوات أجنبية من ايران، ومن تركيا. مع وجود قواعد عسكرية أجنبية أيضاً في قطر.. فان الجامعة مازالت في سبات عميق. لم تحرك ساكنا وكأن ما يحدث بين هذه الدول العربية الخمس، لا يحدث علي أرض عربية بل في أمريكا الجنوبية، أو حتي في بلاد واق الواق..وإذا لم تتحرك الجامعة لتواجه القضية، وتحاول التوفيق والتهدئة في قضية يمكن أن تتحول إلي حرب  اقليمية طاحنة.. فمتي تتحرك؟!

< وكأننا="" نطلب="" «الخل="" الوفي»="" وهو="" من="" المستحيلات.="" ولكن="" هل="" سبق="" للجامعة="" أن="" تحركت="" وساهمت="" ـ="" ولو="" ببيان="" استنكار="" ـ="" في="" معظم="" القضايا="" العربية..="" نقول="" ذلك="" وأمامنا="" مشاكل="" الصومال.="" في="" شرق="" أفريقيا..="" والصراع="" في="" المغرب="" العربي="" علي="" اقليم="" الصحراء="" الغربية،="" في="" شمال="" غرب ="" القارة..="" بل="" وأين="" محاولات="" الجامعة="" للتوفيق="" بين="" الأطراف="" المتصارعة="" في="" اليمن،="" التي="" هي="" أيضاً="" من="" الدول="" المؤسسة="" للجامعة="" العربية="" بين="" عامي="" 1944="" و1945="" أم="" أننا="" نطلب="">

أما ما جرى ويجري في سوريا وفي ليبيا فلا وجود لدور ـ أي دور ـ عربي للجامعة العربية، في البلد الذي نشأت فيه فكرة  الوحدة  العربية.. نقصد سوريا ،ولا ليبيا التي تتمزق الآن تحت ضربات الميليشيات متعددة الهوية والاتجاهات..

< والسؤال="" الأهم:="" هل="" نسعد="" بوجود="" مقر="" الأمانة="" العامة="" للجامعة="" على="" أجمل="" بقعة="" علي="" نيل="" القاهرة.="" وهل="" نسعد="" بوجود="" هذه="" الاعلام="" ترفرف="" بينما="" شعوبها="" تعاني="" الحروب="" والأوبئة ="" والمجاعات،="" وما="" يجري="" في="" سوريا="" واليمن ="" وليبيا="" خير="">

ونحن هنا لا نلوم الأمانة العامة للجامعة.. ولا نحمل الأمين العام أحمد أبو الغيط المسئولية، فالأمانة العامة هي صورة للأوضاع داخل دول الجامعة العربية.. والميثاق هو المسئول.. ونتعجب ـ نحن كل العرب ـ من عدم قيام الجامعة بأي جهد  أو تنضم إلي الوساطة التي تقوم بها الكويت.. بل حتي لم يصدر أي بيان استنكار لدور قطر، وبالذات دعوتها لوجود  قوات مسلحة ايرانية وتركية على أراضيها.. أم تكتفي ببيان تنديد؟!

< أغلب="" الظن="" أن="" الجامعة="" لم="" يعد="" في="" اهتمامها="" المساهمة="" في="" حل="" القضايا="" العربية="" ولا="" حالات="" البؤس="" والتشريد="" التي="" يعانيها="" الشعب="" السوري..="" أو="" التفتيت="" الجاري="" الآن="" في="" ليبيا..فهل="" إلي="" هذا="" الحد..="" كل="" ما="" يجري="" في="" الوطن="" العربي="" لا="" يهم="" أحدًا="" داخل="" مبنى="" جامعة="" الدول="">

أقول وأتمنى أن لا «يزعل مني» أحد داخل المبنى الأنيق للجامعة الذين يكتفون وينعمون فقط باستلام رواتبهم الشهرية بالدولار وربما يطالبون بالحوافز والعلاوات.. فإن الغلاء يكوي كل الناس حتي ولو كانوا من الدبلوماسيين.

والنبي.. دعوا الجامعة نائمة.. ولعن الله من يوقظها!!