رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

وقف بسيارته مساء السبت الماضى فى الممنوع فذهبت اليه الشرطة لتحرير مُخالفة مرورية . . أصيب السائق بحالة من التوتر العصبى المفاجئ . . قاد سيارته بسرعة فى محاولة للهروب من الشرطة . . من شدة التوتر انتابته اغماءة لبضع ثوان أدت الى انحراف السيارة فى اتجاه عبور المشاة ، الأمر الذى ادى لاصطدام السيارة بثمانية مواطنين ، فأصيبوا بجراح وتم نقلهم الا المستشفى 2 منهم فى حالة خطيرة .

حدث هذا فى حوالى التاسعة مساء بالقُرب من المحطة المركزية فى العاصمة الهولندية أمستردام ؟

بعد دقائق قليلة التقط الخبر زميل صحفى من وكالة الأنباء " أسوشيتدبرس " وسرعان ما انتشر الخبر كالنار فى الهشيم ، وانتقل لمُعظم وسائل الاعلام فى العالم . ومن آفة الصحافة ان الخبر تم نقله وتفسيره على انه حادث ارهابى فى عملية دهس كالتى حدثت مؤخرا فى عواصم أوروبية أخرى مثل باريس الفرنسية وبرلين الألمانية ولندن البريطانية .

حوادث دهس السيارات للمواطنين تسبب رُعب الدول الأوروبية ، تلك الحوادث التى كثيرا ما يتم ارجاعها لدوافع إرهابية ، وكانت كل من ألمانيا وفرنسا قد شهدت حوادث دهس .

والسويد أيضاً شربت من ذات الكأس فى حادث اليم في وسط مدينة ستوكهولم وهو الشارع الرئيسي للتسوق  ، وحدث تبادل إطلاق نار فى وسط العاصمة ، وقد أعقب ذلك الحادث عملية دهس بشاحنة أدت إلى مقتل 3 أشخاص من بين المارة وجرح 15 آخرين، وبعدها أغلقت سلطات الأمن السويدية عددا من المباني المهمة بالمدينة على خلفية عملية الدهس ، وتم إغلاق كل من مجمع مقر الحكومة السويدية ، ومبنى البرلمان والقصر الملكي، كما تم وقف حركة القطارات وسط المدينة.

وتم اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لم تشهدها القارة الأوروبية بعد سلسلة من الهجمات الدامية في عدد من دولها ، وأصبح واضحاً أن فكرة إحداث الضرر أضحت أكثر مرونة لدى الجماعات الإرهابية بحيث لا تعتمد فقط على الأسلحة الرشاشة أو المتفجرات.

ان تدفق مئات الآلاف من اللاجئين ، والخوف الدائم من اندساس عناصر مُتطرفة لتنفيذ عمل تخريبي يُضاف إلى الرصيد الإرهابي لتنظيم "داعش"، لذا فإن استخدام الدهس في عمليات الإرهاب ، أصبح الحل الأيسر من الأسلحة التقليدية ، لأن الرسالة التي يتضمنها تسبب رُعب أكبر عندما يصبح المواطنين في الشوارع عرضة في أي وقت لأي سيارة شاردة، دون أي إنذار أو تحسب.

كانت حوادث الدهس قد بدأت بالشاب التونسي "محمد سلمان لحويّج بوهلال" ، السائق في مدينة نيس الفرنسية ، الذى نفذ هجوما بشاحنة في 14 من شهر يوليو العام الماضى 2016 وقتل 84 شخصا وجرح أكثر من 100، من جماهير كانت مصطفة  لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني الفرنسي، وعثرت أجهزة الأمن على أسلحة وذخائر داخل الشاحنة التي نفذت العملية ، وهو ما أطلق عليه بالذئب المنفرد .

كانت ألمانيا قد أعلنت من قبل عن تخصيص مكافأة مالية قدرها 100 ألف يورو، لمن يدلي بمعلومات حول المتهم الرئيسي، في تنفيذ هجوم الدهس في حشد شعبي في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط العاصمة الألمانية برلين ، مساء الاثنين 19 ديسمبر، وقتل 12 شخصا وجرح قرابة 50 ، واتضح ان مرتكب الحادث هو المواطن التونسي " أنيس العامري " ، واستجوبت الشرطة التونسية فى حينه أفراد عائلة العامري ، وقد تبنى العملية الإرهابية تنظيم "داعش".

"كان العامري" قد تواجد على أراضي الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012، وعاش في البداية في إيطاليا، ثم وصل عام 2015 إلى ألمانيا ، وحصل  في شهر أبريل 2016، على تصريح الإقامة كلاجئ.

وتجددت عملية دهس في ألمانيا في فبراير هذا العام 2017، بعد عملية استهدفت مواطنين في مدينة هايدلبرغ بألمانيا، واتضح أن منفذها مواطن ألماني الجنسية، يبلغ من العمر 35 سنة. وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين، ولم يتم حتى الآن تحديد "لماذا كان الدهس؟". فهل ستبقى أوروبا سجينة هواجس الدهس بين اليوم والأمس ؟

[email protected]