رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

شيء يفرح القلب.. الانتخابات التشريعية فى فرنسا شكلها يفتح النفس ويشرح القلب.. تابعت على الهواء مباشرة، لحظات إدلاء الرئيس ماكرون بصوته فى الانتخابات البرلمانية أمس.. الرئيس ماكرون اثبت أنه رئيس شعبى.. لم يأت صدفة.. لكنه رئيس محبوب، وقف أنصاره على باب لجنة الاقتراع لتحيته وتأييده، وخرج ليصافح معظم الحاضرين دون ملل.. فهؤلاء من انتخبوه، وهو مدين لهم بالطبع.

كانت سيدة القصر بريجيت ماكرون تبدو أنيقة رقيقة تناسى الناس سنها تمامًا، وأصبحت محط إعجابهم.. وكان الرئيس ماكرون يمثل فتى أحلام الفرنسيين، والسيدة الأولى تمثل بالنسبة لهم أيقونة الحب والعشق والرعاية.. فهى ليست زوجة فقط، ولكنها الحب والحياة والعلم والأم أيضًا.. وكانت هى فى الوقت نفسه لها شعبيتها وانصارها وعشاقها، لأنها ربما أعادت باقتدار تعريف معنى الحب للفرنسيين من جديد.

ولا أخفى أننى استمتعت بلحظات تفكير حين كنت أشاهد سير العملية الانتخابية فى فرنسا.. فقد سرحت فى انتخاباتنا البرلمانية والمحلية وحتى الرئاسية.. كلها يصاحبها ضجيج وخناقات وقلة قيمة.. ربما تصل إلى إسالة الدماء.. بينما الانتخابات فى الخارج احتفالية.. جماهير تفرح وتعبر عن رأيها.. لا ينازعها أحد فى رأيها.. تحترم حق الآخر فى الاختلاف فى الرأى.. تصنع تاريخها بهدوء.. تلتقى الرئيس دون إزعاج.

أتمنى أن نذيع مشاهد من لقاء ماكرون بجماهيره عقب التصويت.. ابتسامة راقية وتصرف متحضر.. من الرئيس والجماهير ووسائل الإعلام على السواء.. كل شيء جرى بنظام شديد.. سيدة تهتف باسم الرئيس، يذهب إليها يصافحها ويطبع قبلة على جبينها.. لا تطلب شقة ولا تطلب سقفًا لبيتها أو حنفية مية.. لا هذا ولا ذاك.. هؤلاء جاءوا لتحية الرئيس، الذى غير المفاهيم الفرنسية فى الحياة والحب.

وكانت السيدة الأولى تتصرف بثقة أيضًا، لا تنتظر زوجها الرئيس أو تلميذها الذى وصلت به إلى قصر الإليزيه.. لكنها أيضًا تتجه لمصافحة عشاقها الذين انتخبوه من أجلها.. والذين احترموه بسبب موقفه منها.. لا هى ولا هو وقف يلوح لهم وانصرف فى سيارته الرئاسية المصفحة.. حتمًا سيعود ليطلب تأييدهم مرة أخرى.. ولذلك يعمل لجمهور الناخبين الف حساب، هكذا يتصرف المنتخبون وليس من يهبطون بالباراشوت!

مقاييس الأشياء عندنا مختلفة تمامًا.. ولو ترشح ماكرون عندنا لسقط بالثلاثة.. وربما لم يسلم من كلام عن كذا وكذا مما يمس شخصه، ويسيء إلى السيدة حرمه، وربما كانوا يقدمون له سيديهات تصفه بكل الموبقات فى الدنيا.. وكان كبيره أن يصبح رئيس وحدة محلية.. هناك الأمور تختلف.. سواء فى الانتخابات البرلمانية او الانتخابات الرئاسية.. وأظن أن أمس كان استفتاء جديدًا على شخص الرئيس ماكرون وسيدة القصر.

وأخيرًا فالانتخابات التشريعية الفرنسية تجرى كل خمس سنوات، لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية «البرلمان» وعددهم 577 عضوًا لمدة خمس سنوات، عن طريق الاقتراع المباشر.. وفى كل الأحوال فقد استمتعنا بالنظام والتحضر.. وتأكدنا مرة أخرى أن الانتخابات احتفالية، وليست خناقة بأى حال من الأحوال.