عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

تناولنا في مقال سابق تحت عنوان « وللسعادة أيضاً حركات» قصة أبرز حركات السعادة التعليمية في العالم، والتي تقود ملامح التغيير الاجتماعي ضمن حزمة متكاملة للارتقاء بالتعليم، وتطرقنا إلى أنه للسعادة اليوم حركات شعبيّة ترعاها وتتنافس بمنتجاتها من أجل غرس ثقافة البناء والمشاركة  في نفوس الطلبة والمجتمع!.

 واستكمالاً لذلك، فإن للقصةاليوم جناحين، الأول صيني والثاني سنغافوري!.

أما الجناح الصيني، ويمثّله الدكتور كيبنغ بينغ وهو رئيس قسم علم النفس في جامعة تسينغهوا وقائد حركة السعادة في الصين، والذي يحكي: «منذ  نحو عام تقريباً تم استدعائي من قبل وزارة التعليم في الصين لبحث ودراسة إشكالية اتخاذ أكثر من 200 ألف طالب صيني من الطبقة المتوسطة قراراً بالدراسة في الخارج».

يضيف: «لأن الصين - بلد المليار إنسان  - سوف تغدو بعد 5 سنوات أكبر قوة اقتصادية عالمية، فقد كان علينا معرفة لماذا تقرّر العائلات إلحاق أبنائها للدراسة في الخارج، ولذا قمنا بتطوير مسح تجريبي يغطي كافة أرجاء الصين مستعيناً بأحدث تطبيقات تكنولوجيا الهاتف المحمول بحيث يمكن للمدارس تتبع مستويات السعادة لدى الطلاب، مع تمكين الطلاب أيضاً من معرفة مستويات السعادة الخاصة بهم».

يكمل: «نحن نريد لأطفال الصين بعد 5 سنوات امتلاك القدرة على بناء صداقات خارج الصين والاندماج في عالم جديد سوف تكون الأمة الصينية أعلى قمته، ولهذا السبب تم التأسيس لنمط جديد في التعليم سوف يغير طرق التدريس في الصين يطلق عليه التعليم الإيجابي».

نأتي إلى الجناح السنغافوري للقصة، وهو تاي لاي هوك-  أكاديمي في جامعة كامبونج - يحكي: «بينما أستطلع آراء مجموعات من الطلبة حول سؤال: ما هي أسعد لحظة بالنسبة إليكم؟.. وقفت متلبساً من الصدمة، فقد أجاب حوالي 45% من الطلبة: نتمنى أن يضرب سنغافورة إعصار يتسبب في عدم ذهابنا إلى المدرسة غداً».

يضيف: «على مدار 4 شهور مكثتُ أبحث عن الحل.. زُرت نحو35 دولة، وكنت أتساءل كثيراً : كيف يتذمّر الناس على الرغم من ارتفاع مستوى الدخل في سنغافورة؟!.. وبينما كنت أجلس ذات مساء على الشاطئ في نيوزلاندا وضوء القمر يداعب سطح الرمال، إذ بوصفه العلاج تتبلور في عقلي، وهي أن أطفالنا يتذمّرون من مدارسهم لأننا ابتعدنا بهم عن الطبيعة، إذ إن فقدان الترابط مع الطبيعة كان سبباً في اختلال التوازن في العلاقة بينها وبين الإنسان، لذا قررّت تطبيق نموذج جديد من التعليم الإيجابي يتطلب الكثير من التربية البدنية ومنح الطلاب من جميع الأعمار فرص التنشئة البيئية عبر ربطهم بالطبيعةداخل وخارج الفصول الدراسية».

يكمل: «قمنا بتأسيس مبادرة مجتمعية لتشجيع الناس على أن يكونوا أكثر صداقة مع البيئة والطبيعة، كما قمنا بالعمل على إضافة حصة دراسية إلى الجدول المدرسي اليومي للطلبة.. عدنا إلى الطلبة بعد نحو عام تقريباً .. سألناهم: ما الذي تتمناه أن يحدث في سنغافورة صباح الغد؟.. أجاب حوالي 75% من الطلبة: نريد أن نذهب إلى المدرسة لحضور حصة «التعليم الإيجابي»!.

القصتان أعلاه تم طرحهما في ملتقي تربوي بدبي عقد نهاية سبتمبر 2015م تحت عنوان « معاً نرتقي بجودة الحياة»  مستهدفاً المدارس الخاصة – أكثر من 88% من طلبة دبي يدرسون في التعليم الخاص- من أجل تبادل أفضل الممارسات فيما بينها وإطلاعهم على أحدث ما توصل إليه العالم في ميدان التربية والتعليم بمشاركة متحدثين دوليين وأصحاب تجارب دولية في هذا المجال.

القصّتان أعلاه دفعت الحضور والمشاركين من معلمين وطلبة وأولياء أمور إلى التأمل، وإطلاق حوارات ومناقشات كانت جزءاً لا يتجزأ من أجندة عمل الملتقى حول سبل تعزيز السعادة لدى الطلبة، كانوا يتساءلون: تُرى، ما الشيء الذي  يتمنى طلبتنا حدوثه غداً في دبي!.

وللحديث بقية!