عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من باب المصادفة البحتة أن يجتمع يوم النصر العظيم يوم العاشر من رمضان، مع يوم الهزيمة النكراء يوم 5 يونيه. يوم الاثنين الماضى كان مصادفاً العاشر من رمضان وكان أيضاً 5 يونيه.

رحم الله الزعيم العظيم الراحل أنور السادات، بطل الحرب والسلام بحق. أنور السادات هو الذى طهر أرض مصر وشعبها من عار الهزيمة النكراء التى لحقت بالجيش المصرى فى 5/6 يونيه سنة 1967، أنور السادات استطاع بجسارة جيشه الباسل وحنكة قادته أن يحقق نصر أكتوبر سنة 1973، حيث استطاع أن يحطم خط بارليف المنيع، أسطورة إسرائيل فى ذلك الوقت، ثم عبر إلى سيناء وطهر جزءاً كبيراً منها فى حرب أكتوبر سنة 1973، واستطاع أيضاً -عن طريق التفاوض- استرجاع كامل الأراضى المنهوبة فى حرب 1967، فأعاد سيناء كاملة لحض وطننا مصر.

السادات لم يسع للتفاوض وحده مع إسرائيل، ولكنه دعا كافة الدول التى احتلت إسرائيل بعض أراضيها للجلوس بجانبه على طاولة المفاوضات مع إسرائيل برعاية أمريكا، إلا أن الدول المعنية، رفضت -آنذاك- مبدأ التفاوض، بل اعتبرت أن السادات كان خائناً وعميلاً لأمريكا وإسرائيل. وفى الحقيقة، كان السادات -رحمة الله عليه- بعيد النظر، فلم يلتفت لتلك الاتهامات، واستمر فى التفاوض مع إسرائيل، حتى تمكن من استرداد الأراضى المصرية المنهوبة فى مذبحة 1967، فلولا حنكة الرئيس أنور السادات وبعد نظره، لكنا حتى يومنا هذا نلهث وراء إسرائيل لاسترداد حبة رمل من أرضنا المنهوبة. الفرصة عادة لا تأتى إلا مرة واحدة، والذكى هو الذى يقتنص الفرصة ويستفيد منها.

الحادث الآن، أن الدول العربية، خاصة التى لم تسترد أراضيها حتى يومنا هذا، وعلى رأسها فلسطين ما زالت تحاول دون جدوى، ومن الغريب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب وعد بأن يجد حلاً للقضية الفلسطينية - الإسرائيلية، وبالتالى يحل السلام على المنطقة العربية كلها وعلى إسرائيل، وبالفعل سارع بالحضور إلى الرياض عاصمة السعودية وعقد مؤتمر ضم أغلب الدول العربية والإسلامية، وفيه عرض فكرته عن السلام، بحيث يتم حل المشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية، وإنشاء دولتين على حدود 1967. لكن، رغم موافقة كافة الدول العربية على مشروع السلام الذى طرحه الرئيس الأمريكى فى المؤتمر العربى الأمريكى بالرياض، إلا أنه وعند زيارته لإسرائيل وإعادة طرحه المشروع على المسئولين هناك، لم نسمع من أحد منهم، أى تعليق على فكرة السلام وإنشاء دولة فلسطين.

تصور يا عزيزى القارئ، بعد ما يزيد على أربعين عاماً من عرض الرئيس الراحل أنور السادات على العرب الحضور والتفاوض من أجل استرداد الأراضى المنهوبة ورفض العرب هذا المطلب، إلا أنهم بعد كل هذه الفترة الطويلة وافقوا على السلام مع إسرائيل، ولكن إسرائيل هى التى لا تبالى الآن ولا تهتم، وكأنها تريد أن تقول للعرب إن فكرة استرداد الأراضى الفلسطينية والأراضى المحتلة ما هى إلا مجرد وهم عند العرب وحدهم.

رحم الله الرئيس الراحل أنور السادات، الذى تمكن ببعد نظره وحنكته تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل واسترداد كافة الأراضى المصرية المنهوبة، واليوم يوافق العرب على السلام مع إسرائيل، ولكن إسرائيل الآن هى التى لا تبالى وكأن السلام مع العرب أصبح لا يعنيها فى شىء.. وتحيا مصر.