رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

كنا نحن العرب نشكل القوة السادسة عقب نصر أكتوبر 1973 ووضع الرئيس السادات أساساً قوياً لهذه القوة واحتل العرب مكانتهم على الخريطة السياسية، وكانت وحدتهم قائمة على النصر والشموخ العربى الجاد أمام العالم، ولكن عقب مبادرة السلام تحول بعض قادة العرب إلى مرضى بالزعامة ومعارضة مصر الدولة الكبرى التى تحملت فواتير الحروب والبناء والتحرر لكل الدول العربية.. ودائماً تسبق مصر العرب فى التخطيط للمستقبل ولا ينكر أحد مهما حباه الله من نعم من الخليج للمحيط أن مصر هى «بوصلة» العرب ومهما تحملت من حماقات عربية إلا أنها تحسم الأمور فى النهاية طبقاً لمكانتها وتاريخها وقوة تحملها وتضحياتها، وما حدث بالأمس القريب حيث قطعت خمس دول عربية علاقاتها بقطر لتحمى نفسها من الإرهاب الذى توطن بهذه الدولة الصغيرة حجماً الكبيرة شراً والكريمة تمويلاً للتنظيمات الإرهابية فى العالم كله، وطالما بح صوت الرئيس السيسى مناشداً العرب بل العالم كله اتخاذ موقف حاسم تجاه الإرهاب الأسود القادم من قطر تخطيطاً وتمويلاً واحتضاناً لقيادات الإرهاب وتنظيمات داعش والإخوان المسلمين والتيارات المتطرفة، بلا جدوى، ولكن عندما نال شر قطر من دول عديدة وأصبحت سياسة الدولة الصغيرة تهدد أمن الخليج وبانت لنا جميعاً أنها ذراع إسرائيل بالمنطقة حان العقاب الجماعى وقطت خمس دول عربية علاقاتها بقطر وعزلتها عن العالم، بعدما وصل الإرهاب إلى دول عديدة بأمريكا وآسيا وأوروبا وأصبح على العالم أن يقف فى جانب واحد ضد الإرهاب ومن يموله ويؤوى المخططين له والقائمين به وإعلام القتل والتخريب.

والحمد لله أن مصر مهما تعانى من الحروب وتكتوى بنار الإرهاب، والفتنة الداخلية كورقة أخيرة يلجأ إليها المتآمرون عليها، لا تمل من دعوة العرب ودول العالم لمكافحة الإرهاب والتعامل مع استراتيجية جماعية وذلك لأن مصر عصية على السقوط أو الانكسار وهذا ما يثبته التاريخ وتحدده الجغرافيا على مر الزمان وأكبر دليل ما حدث لها فى 5 يونية 1967 وما تلاها بنصر أكتوبر 1973 إنها الدولة الوحيدة التى تستطيع لم شمل العرب وما حدث لقطر يوم الاثنين الماضى يعد أولى خطوات علاج تداعيات «الربيع العربى» الذى اكتوت بناره دول عربية عريقة، واجتماع مصر والسعودية والبحرين والإمارات واليمن على منهج واحد لمواجهة الإرهاب ومقاطعة قطر الراعية له بالمنطقة، يجعلنا أمام جبهة موحدة ضد توسع إيران وتركيا بالمنطقة، ولهذا التوسع يد هى قطر وإرهابها الذى جعل المنطقة كلها فى سوار من نار تطلّب الوقفة القوية التى حدثت بالتوافق بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين لوقف خطر التخريب والدمار الذى تقوم به قطر الصغيرة الضعيفة جيشاً وتخطيطاً وعلماً أن تتعامل مع تركيا وإيران وأمريكا وإسرائيل وينحصر دورها فى سياستها «كخميرة عكننة» للدول العربية العريقة وكيف يسمح شعبها مهما قل عدده أن تضيع مليارات الدولارات وثرواته فى قتل وتخريب إخوانه العرب، ويشهد تاريخ قطر الحديث جداً والقريب أيضاً على ما فعلته بالمنطقة والسؤال الذى أتمنى أن أراه واقعاً بإجابة قوية وفورية: هل يمكن استثمار الموقف العربى الأخير والموحد ضد الإرهاب وذراعه قطر فى عودة القوة السادسة العربية فى العالم ونصبح أمام كيان عربى موحد يضع ويبنى سياسة قوية متوافقة أمام العالم كله وتصبح واقعاً عاقلاً بالمحافل الدولية ويعود المشروع العربى فى شكل جديد يواكب المتغيرات العالمية والعربية ويصحبه وحدة اقتصادية وسياسية ورؤية ثقافية ملؤها التعاون العربى والتكامل الاقتصادى ورؤية موحدة تجاه الشر ودوله الراعية وأيضاً تجاه البناء والتقدم ومصلحة الشعوب العربية؟ ورب ضارة نافعة يا قطر.

* كل عام ومصر والأمة العربية بخير.. ها هو شهر رمضان يعمنا بخيره وبركاته ولأنه شهر العطاء أدعو كل مصرى أن يمد يد العون بالمال والعمل والمشاركة الوجدانية لمراكز الرحمة التى لا تعلن عن نفسها وعما تحتاجه من دعم مالى ونفسى بالتليفزيون لأنها لا تملك هذه الرفاهية ولا يتوفر لها المال لتنكد علينا بإعلانات وتطاردنا بالآلام مثل مركز فاقوس لعلاج الأورام بالمجان، ومركز الكلى بالمنصورة، ومركز ياسين عبدالغفار لعلاج الكبد، ومركز الأورام القومى بفم الخليج المعهد الأم، ومركز د. شريف مختار للحالات الحرجة بقصر العينى، إنها مراكز للرحمة بحق وتعمل فى صمت ويقودها علماء أفاضل فضلوا إرضاء الله عز وجل وخدمة المريض الغلبان بصمت وهدوء.. أدعوكم لزيارتها.

برافو:

أفضل ما يذاع خلال رمضان برنامج «مع الإمام الطيب» تقديم د. محمد سعيد محفوظ.. إنه بداية لخطاب دينى حضارى.