عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات :

شاءت إرادة الله.. أن يجمع فى يوم واحد أمس.. أكبر حدثين مرت بهما مصر.. طوال تاريخها تقريبًا.

الأول ذكرى انتصار الإرادة المصرية.. فى حرب العاشر من رمضان.. السادس من أكتوبر.. والتى أعادت الأرض والعرض معا!

أما اليوم الثانى فهو هزيمة 5 يونيه.. والتى أطلق عليها اسم النكسة.. من باب التخفيف من وقع الكارثة.. رغم انها هزيمة حقيقية.. اضاعت الارض والعرض معا!

لقد ذكرت فى عنوان هذا المقال.. انتصار شعب.. وهزيمة قيادة.. فما معنى هذا الكلام؟!

المعنى واضح وضوح الشمس.. فمن انتصر فى حرب العاشر من رمضان.. هو الشعب المصرى بكل فئاته.

أما هزيمة 5 يونيه فقد كانت– حصرية– للقيادة فى وقتها.. وليس للشعب المصرى!

فهذه القيادة هزمت عندما اعتمدت على أهل الثقة دون أهل الخبرة.. حتى أنه تمت ترقية عامر.. من مجرد صاغ صغير.. إلى مشير فى غمضة عين.. دون ان تكون لديه القدرة أو الخبرة للقيادة.. وكانت ميزته الوحيدة أنه «الصديق الأنتيم» لرئيس البلاد!

وحتى عندما استشاره ناصر.. وأراد الاطمئنان منه على  القدرات القتالية.. والجاهزية العسكرية قال عامر «برقبتى ياريس».. وكأننا أمام معركة فتوات روض الفرج!

وكان من الطبيعى ان تحدث كارثة كبرى.. اطاحت برقبة الرجل بعد ان ضحى به صديقه.. وقدمه قربانا وكبش فداء.. لتهدئة الشعب الثائر على الهزيمة!

أما فى حرب العاشر من رمضان.. فقد قاد البلاد قائد محنك.. وفلاح مصرى قرارى.. أوسد الأمر لأهله.. واعتمد على مزيج مشترك من العلم.. والإيمان بعدالة القضية.. لدى رجال الجيش.. لم يتركوا شيئًا للظروف.. حتى حركة الأمواج فى قناة السويس.. واتجاه الريح فى هذا الوقت من العام!

وبالعلم والإيمان بعدالة القضية.. استطعنا إزالة اقوى عائق فى العالم.. وأقصد به خط بارليف الرهيب.. رغم ان الخبراء السوفيات وقتها.. قالوا بعد دراستهم لصور الأقمار الصناعية له.. وقوة تحصيناته.. أن هذا السد يحتاج إلى فنبلة نووية!

وبما أننا لا نملك النووى.. فلابد وان نصمت إلى الأبد.. ولكن العقلية المصرية الجبارة.. ازالت خط بارليف الرهيب.. بشوية مية!

وقد أراد الله أن يجمع.. بين الحدثين الرهيبين فى يوم واحد.. أن يقول لنا تعلموا الدرس جيدا.. فعندما ازحتم اهل الكفاءة.. واعتمدتم على أهل الثقة حدثت الهزيمة النكراء.. وعندما اعتمدتم على كفاءة وقدرات العقول المصرية.. حدث النصر المبين.. والذى بات يدرس الآن فى أرقى المعاهد العسكرية!

ولعل أبلغ الدروس التى يمكن أخذها من كلا الحدثين.. هو قدرة المصرى على النهوض بعد السقوط.. وهى القدرة التى أذهلت العدو قبل الصديق.. فقد قال قادة إسرائيل بعد هزيمة 5 يونية.. ان المصريين غير قادرين على الدخول فى حرب جديدة مع بلادهم قبل خمسين عاما كاملة!

ولكن المارد الجبار خيب كل ظنونهم وتوقعاتهم.. وعاد فى ستة أعوام.. وهى المفاجأة التى أذهلت العالم.. وجعلت جولد مائير تصرخ فى الرئيس الأمريكى.. «انقذونا.. إسرائيل تنتهى»!