رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موقف الرئيس دونالد ترامب من قضية الإرهاب أراه غامضًا ومتخبطًا وحائرًا، بين ما وعد به من حرب ضروس ضد الإرهاب، إلى الرغبة فى استمرار المخطط المسموم من تقسيم وهلاك الشرق الأوسط.

الرئيس ترامب كانت كلماته قبل الانتخابات -بل وبعدها أيضًا- عن محاربة الإرهاب، والوقوف إلى جانب الدول التى تحارب الإرهاب. ولكن فى حقيقة الأمر، لم يتخذ الرئيس ترامب منذ تولى الحكم أى خطوة جادة فى محاربة الإرهاب، أو حتى الوقوف الصريح مع الدول التى تحاربه وعلى رأسها مصر. صحيح أنه فى كل موقف يعلن تضامنه مع الدول التى تضار من الإرهاب، ولكن فى المقابل لا توجد أى خطوة جادة ضد الإرهاب والإرهابيين.

من غير المعقول أو حتى المتصور أن أمريكا وحلفاءها من دول الغرب - بكل الأجهزة الاستخباراتية - لا يعرفون حتى الآن الدول التى تساند وتمد الإرهاب بالعون والتدريب والعتاد، فإن كانت هذه الدول مجتمعة وحتى يومنا هذا لا يعلمون شيئًا عن الدول التى تقف إلى جانب الإرهاب فهذه مصيبة، وإن كانت هذه الدول تعلم كل شىء عنهم ولم يفعلوا شيئًا قبلهم فالمصيبة أعظم، بل وأخطر وربما تكون كارثة على الشرق الأوسط كله.

وعلى سبيل المثال، دولة مثل قطر، فإنه من المعروف أن الذى يديرها بالفعل هو قائد القاعدة الأمريكية المقامة هناك، فإن كلمة منه للحاكم تجعله يهرول وراء تنفيذها وتلبية مطالبه، وبالطبع فإن قائد القاعدة الأمريكية فى قطر يعلم كل شىء عن المساعدات التى تقدمها للإرهابيين فى كل مناطق الشرق الأوسط المصابة بالدمار والتخريب، فإذا أرادت أمريكا أن توقف هذه الأفعال القذرة من حاكم قطر لكلفة قائدها بفعصه وكتم أنفاسه وجعله مشلولًا مكبلاً. ولكن الذى يحدث أن أمريكا تركت هذا الخادم الأمين يعيث فى منطقة الشرق الأوسط فساداً كيفما يشاء.

والمثل الثانى هو تركيا. تركيا عضو فى حلف الناتو الذى يضم أغلب دول الغرب وعلى رأسها أمريكا، ولا يتصور عقل ولا منطق، أن تركيا تتصرف فى شئون الشرق الأوسط دون علم باقى أعضاء الحلف وعلى رأسها أمريكا. فهل توافق دول الغرب على ما تفعله تركيا من مد الإرهابيين بالمساعدات والتدريبات، دون حتى أن تلوح بفرض عقوبات عليها؟ أم أن الدول الغربية وحلف الناتو قابلان لتدخل تركيا وتصرفاتها فى منطقة الشرق الأوسط؟

أغلب الظن، إن مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على هدم وتقسيم ثم القضاء عليه، ما زال ساريًا حتى يومنا هذا. ومن المعروف أن تنظيم داعش قد تم إنشاؤه بمعرفة الرئيس السابق لأمريكا لتنفيذ هذا المخطط المسموم، ومن مصلحة الغرب أن تستمر فى تنفيذ هذا المخطط لتدمير وتفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط للقضاء على الإرهاب والإرهابيين. ولا ننسى أيضًا أن إسرائيل من مصلحتها استمرار الحرب والدمار والخراب فى منطقتنا، فالعرب والمسلمون يقومون بما كان مفروضاً أن تقوم به إسرائيل، وبالتالى فمن مصلحتها تنفيذ هذا المخطط تمهيدًا لإنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

كان الله فى عون مصر، وكان الله فى عون الرئيس ترامب أيضًا، فهو الآن حائر ما بين وعوده فى محاربة الإرهاب، وبين تحقيق مصلحة الغرب ومصلحة إسرائيل.

وتحيا مصر