رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

تصرخ الحكومة عن أهمية ترشيد الإعلام، ويصرخ الأفراد عن التجاوزات ويصرخ الإعلاميون من أجل ميثاق شرف، ولكن كل يغني علي ليلاه، فالحكومة تقصد عدم التعرض لها بالنقد أو الاعتراض والأفراد يصرخون من أجل إعلام صادق يشرح لهم الحقائق بحيادية ودون هوي؟. ويصرخ الإعلاميون لمزيد من الحرية لهم، ولكن للأسف لا أحد ولا صوت ولا اعتراض علي ما يتعرض له أطفالنا علي يد الإعلام الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء مع أطفالنا؟

نسمع عن الإعلام التنموي والتربوي والملتزم والمنفلت، أما إعلامنا فقد وصل للحضيض فأصبحت بعض القنوات بوقاً للإعلام الخزعبلي والفضائحي والنميمة والكوارث الإنسانية، وإذا كان هذا الاتجاه يجوز أو يحتمل مع الراشدين فالحقيقة أنه لا يجوز ويصبح مدمراً وخطراً إذا مورست هذه الأشكال غير الإنسانية مع الأطفال، وللأسف لم يسلم أطفالنا من هذه الممارسات البشعة فلم يحترموا طفولتهم ضعفهم مرضهم فقرهم وحاجاتهم الإنسانية ولم يعد للإعلام المصري  أي ضوابط أو روابط تجاه أطفالنا وعرض مشاكلهم أو ظروفهم الصعبة والمؤلمة علي الشاشة، ولم يعد الهدف إصلاح عيوب المجتمع والأخذ بأيديهم؟.. بل إن الهدف الأسمي لدي من يتناولونهم بهذه الطريقة هو الفرجة والتشويق وبعد أن كنا نزعل وننادي بعدم استخدام أطفالنا وهم يتسولون بشكل مهين في الدعاية لجلب الأموال للجمعيات الخيرية أو أماكن العلاج والمستشفيات تفننت البرامج في عرض كل ما هو شاذ ومهين ومريض بشكل مقزز بعيد عن  المشاعر الإنسانية،  وتزعم هذا الاتجاه ضد أطفالنا بشكل ممنهج مذيع لبناني بدأ حياته في فضح النجوم وتجريسهم فأصبح متخصصاً في فضح المجتمع المصري والأطفال فقدم حلقات عن التوحد بشكل مهين للأطفال وذويهم، وعرض أطفالاً يأكلوا اللحوم النيئة بل وقدم الحلقة بمشاهد من الأفلام عن آكلي لحوم البشر لكي تربط الصورة الذهنية  بين أطفال مرضي لا حول لهم ولا قوة بوحوش آدمية تعرضها السينما العالمية في تدليس وتزيف واضح.

ومذيعة مصرية مسهوكة زحفت من برنامج ليلي تجلس فيه علي الكنبة وتعطي نصائح للبنات؟.. حتي أصبحت تركب الدبابة في حب مصر؟.. وهي تتحدث ليل نهار عن الفضيلة والشرف وحب الوطن وتعرض في نفس الوقت كل ما يهين هذا الوطن في برامجها مع أطفال جانحين في أماكن الاحتجاز الحكومية وهي تستجوبهم بشكل فج في أشياء جنسية حطم أغلب الخطوط الحمراء، وتم تناول  كثير من المواضيع التي كانت من المحرمات، لقد استخدموا أطفال الطبقات الفقيرة ليصبحوا هم ذاتهم مادة للإثارة الرخيصة مثل أطفال الشوارع  والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب أو حوادث الضرب المبرح والشديد دون أي اعتبارات نفسية أو اجتماعية تصيب هؤلاء الأطفال وهي تستعرض بالصوت والصورة، بشكل يتنافي مع أبسط حقوق الأطفال في أي وثيقة دولية أو عربية وهي خالية من أي مشاعر إنسانية فهي معنية فقط بالسبق الصحفي والإثارة التي هي فعلاً   مبتذلة في كل الأحيان.

ولقد قام (المجلس العربي للطفولة والتنمية) بالاشتراك مع (برنامج الخليج العربي للتنمية) بإنشاء مرصد لتجاوزات الإعلام العربي ضد الأطفال.

ولقد آن الأوان لكي تنشئ وزارة السكان مرصداً للإعلام المصري وتجاوزاته ضد أطفالنا.

رمضان علي الأبواب وهو كريم بكل عبادة وأرجو ألا نري أطفال مصر علي كل الشاشات مرضي ومتسولين بشكل فج ومهين لا يتناسب مع جلال الشهر الكريم.