رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما أطلق النقاد توصيف الدراما التليفزيونية على المسلسل الأبيض وأسود كان هناك مفهوم عن هذا النوع الفنى الجديد يجمع بين المسرح والسينما والرواية فى قالب فنى وأدبى جديد يسمى الدراما التى تعتمد على الحدوتة والحكاية وتعدد الشخصيات والصورة والحركة والحوار وكذلك الصراع الذى يجمع الموضوعات والقضايا فى مشاهد متتابعة متتالية وحوار يعبر عن كل شخصية وموقف وحدث من أجل مناقشة قضية تشغل المشاهد وتطرح رؤي وأفكاراً وفى ذات الوقت ترتقى بالعقل والوجدان وتحدث حالة التواصل مع الشخصيات التى يجد المشاهد نفسه فى بعض منها أوجزء من بعضها وأيضاً يفكر ويستمتع ويرتقى إلى مصاف الروحانيات والمشاعر دون السقوط فى بئر الماديات والغرائز.. ولكن.. اه ولكن بعد ثورة 25 يناير وانهيار صناعة الانتاج الدرامى وابتعاد الدولة ومؤسساتها الإعلامية والثقافية عن الدور الريادى فى هذا المجال الفنى الثقافى الإعلامى الحيوى والمؤثر وكذلك انحسار السينما والمسرح وعزوف المنتجين عن انتاج الأعمال الفنية المتميزة والتى لا تحقق الربحية المطلوبة ودخول منتجين يبيعون الفن فى محلات الجزارة والسيراميك والأسمنت والمدابغ والآثار المهربة... كل هذا للأسف والأسي مع غياب تام لأى معايير فنية وإعلامية ووجود أى جهة تتابع وتحاسب ما يظهر على الشاشة خاصة بعد توحش أصحاب القنوات الخاصة وشركات الإعلانات التى تفرض قوانين السوق التجارى ونسب المشاهدة والتردد ونجوم الشاشة على المشاهد والمنتج والأكثر خطورة هو أن معهد السينما والمسرح وكليات الاعلام على مستوى مصر لم تواكب التميز الذى طرأ على المجال الفنى والإعلام بظهور الدراما التليفزيونية كنوع فنى وإعلامى جديد يفرض ذاته على العالم ويصنع حالة جديدة من التواصل اليومي والحياتي مع المشاهد ويستخدم آليات وتقنيات جديدة إلكترونية ويوتيوب يحول كل ما نتابعه الى ضغط على مفتاح أو لمس على شاشة تليفون محمول فتجد انك فى عوالم أخرى لا تحدوها اي حواجز أو عوائق بدعوى الحرية الالكترونية والقرية الكونية الصغيرة مع أن العالم من حولنا يفرض قيوداً على الانترنت ويراقب ويحاسب ويعاقب ويتتبع كل ما يهدد أمنه ومجتمعه من أطفال وشباب يضيعون بين الخيوط الضوئية العنكبوتية.. وفى ظل الازمة نجد أن مسلسلات الشوارع هى التى تسود حتى وإن كانت فى قصور أو كمبوند لأن لغة الشارع المتدنية هى الحوار السائد على جميع الشاشات وفى جميع الاعمال دون استثناء ويكفى أن السباب واللعان وأحط وأقذر الكلمات يتم تداولها بمنتهى السهولة وتعاد أكثر من عشر الى عشرين مرة فى اليوم الواحد ويتم التنويه عنها مع مشاهد مسيئة وخارجة وسلوكيات منحطة تظهر المصريين فى شريحتين.. الأولى العشوائية البلطجية المدمنة المجرمة التى تضطر الى السقوط بسبب الفقر طبعا كمبرر لكل الموبقات وشريحة أخرى فى منتجعات سكنية تمارس ذات الرذيلة والفساد لأنها تملك كل شيء بالطريق الخطأ والاجرام وينتهى الأمر الى أعمال بوليسية تستخدم فيها جميع الحبكات الاجنبية والاكشن والقتل والضرب والسباق والصراع الدموى.. وهذه هى مصر يا سادة يا كرام أين الشريحة والطبقة الوسطى والكتلة الصلبة المصرية التى تحافظ على القيم والعادات والسلوك والتقاليد.

وتحارب من أجل عدم السقوط فى براثن الشارع المسف الفوضوى العشوائى وأيضاً عدم الانزلاق إلى هاوية الصعود الفاسد الرأسمالى المتوحش.. الدراما لم تعد غير مسلسلات تنقل لنا حالة الشارع المتردية والمتدنية من انفلات أخلاقى وبشرى أدى إلى ما نحن فيه من تطرف ودماء وتعصب وفساد يحتاج إلى وقفة وإلى مساندة الدولة والهيئات الإعلامية التى تم تشكيلها لتقوم بدورها الريادى وليس فقط اختيارات ولوائح وقوانين إدارية ... الوضع سيئ وللحديث بقية.. رمضان كريم.