رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تطوير

في حقيبة الرئيس السيسي إلى نيويورك رسالة إلى الأمم المتحدة تأتي بعد أن أجرى وتلقى اتصالات عدة مع عدد من قادة دول العالم مستنكراً ومديناً التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى، والاعتداء السافر على المصلين في باحاته وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، وهو استنكار نابع من ضمير حي لقائد عظيم يحمل هموم أمته وثوابتها ويحفظ مقدساتها ويدافع عنها، ويستثمر مكانته ومكانة دولته وعلاقاتها في وقف العدوان على الأقصى، إن ما حدث في المسجد الأقصى في أول يوم من عيد رأس السنة اليهودية هو عمل عدواني ومحاولة لنزع القدسية عن ثالث أقدس بقعة في الإسلام بعد مكة والمدينة. إنه عمل استفزازي على يد حفنة من المتطرفين اليهود مدعومين من قبل حكومة نتنياهو وستكون له تداعياته في العالم الإسلامي، وسيزيد من حالة التوتر بين اليهود والمسلمين. والحديث عن القضية الفلسطينية ممتد في جوانب سياسية وتاريخية وعسكرية وإنسانية تحمل خلالها الشعب الفلسطيني المعاناة للعيش الكريم من الألم ومخطط وعدوان الصهاينة المحتلين، فمنذ مرحلة ما قبل الانتداب البريطاني و(ظهور الحركة الصهيونية - اتفاقية سايكس بيكو - وعد بلفور)، ومرحلة ما بعد الانتداب (الهجرة اليهودية - الثورة الفلسطينية - قرار تقسيم فلسطين - نكسة 1967م - مجزرة دير ياسين - قيام دولة إسرائيل)، وما تبع ذلك من حادثة إحراق المسجد الأقصى العام 1969م في محاولة من الصهاينة للقضاء على الأماكن الإسلامية في فلسطين المحتلة، وما نتج عن كل ذلك من أزمات وحروب ولاجئين واحتلال واستيطان ومجازر وعمليات مقاومة. إن العدوان الإسرائيلي على الأقصى مستمر وسيستمر بحثاً عن مزاعم وخرافات، حيث لا تزال حفرياتهم في مواقع عدة من المسجد وتحت أنقاضه، إلى جانب ما يفرزه الجدار العازل من تقسيم عنصري واضح وتهجير واستباحة الأرض والدم مع عزل الضفة عن القطاع، وتحييد القدس وفرض السياج الأمني لمنع دخولها أو الوصول إليها، وأمام مشاهد العدوان اليومية ضد الشعب الفلسطيني كان دائماً صوت مصر عالياً وهو يناشد العالم الحر بأن يقف مع العدل ويكف عن صمته ويمارس ما يدعيه من حقوق ومساواة ويحدد موقفه من العدوان الصهيوني، ولذا بقيت فلسطين وعاصمتها القدس وبقي الأقصى شامخاً وسيبقى مهما بلغ العدوان ذروته، وتجاوزت الإنسانية قيمها وحقوقها أمام صمت العالم والمنظمة الدولية ومجلس الأمن. إن مصر تعتبر أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية في الحرب والسلم وعلي مر التاريخ دفعت بالغالي والنفيس من دم أولادها وقوت شعبها.. ففي الحروب توجته بالانتصار في أكتوبر عام 1973م، وفي السلم كانت جهودها الدبلوماسية على مختلف الأصعدة من أجل القدس حتى صدر قرار مجلس الأمن الدولي في العام 1980م الذي طالب جميع الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس بسحبها فوراً، وهو القرار الذي كان نصراً للدبلوماسية المصرية والعربية... إن مواقفنا الثابتة من القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى مزايدة أو مكاسب سياسية، فهي واضحة ومعلنة ومشهودة على مدى عقود من الزمن؛ لقد كانت هي قضية مصر الأولى، وحديثها السياسي منذ النكبة عام 1948م وحتي عهد الرئيس السيسي، لذا أدعو أن تتبني مصر الدعوة لمؤتمر عالمي لمساندة ودعم المسجد الأقصي تسعي فيه مصر لكي تضع دول العالم أمام مسئولياتهم، ونؤكد أن إرهاب الدولة الإسرائيلي هو أكبر مغذٍ للتطرف والعنف وانتهاك صارخ لحرمة الأديان إنه استمرار لسعي مصر الدائم لمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة كموقف مشرّف وحازم لم تغيره المصالح عن الثوابت، إننا دائماً من الداعمين لا نتأخر يوماً عن نجدة ملهوف والوقوف مع مظلوم مهما كانت التحديات والظروف.. وتحيا مصر يقظة العينين صلبة القدم.

[email protected]