رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أشهر الأمثلة العربية التى نشأنا عليها نحن العرب ويتباهى بها القوى منا «ذراعى لو وجعنى أقطعه» استوقفنى هذا المثل: هل قطع الذراع هو الحل حقاً؟!! نعم سيتوقف الألم لكن ألن يجعلك هذا عاجزاً عن أداء معظم مهامك اليومية، ألن يذكرك كل عمل تقوم به بمدى عجزك وضعفك عن أدائه بدون ذراعك.. لكن ولم التعجب فنحن العرب توارثنا طباع أجدادنا توارثنا الشهامة والمروءة والعزة والكبرياء، توارثنا عقيدة ألا نركع إلا لله الواحد القهار، لا تفرقة بين رجل وامرأة فى هذه المعتقدات بل أحياناً نجد المرأة العربية المعتزة بشرفها أكثر قبولاً لفقدان ذراعها أو لأى عجز كان فى سبيل أن تحافظ على كرامتها وكبريائها. 

السؤال هنا لم لا يوجد اختيار غير ألم الذراع أو قطعه لم لا يوجد خيار أفضل وهو أن نداويه، أن نعالج الخلل، أن نحيا بسلام.. 

يعيش البشر يومياً بمختلف أعمارهم ومكانتهم صراعات دنيوية صغيرة لا مبرر لها حلقة من الصراعات تبدأ على مستوى الفرد لتكبر وتصبح على مستوى الأسرة لتنتشر وتصبح على مستوى مدينة ثم تتحول إلى صراعات دولية.

 حروب.. إذا عدنا لمرجعية معظم هذه الحروب من أصغرها إلى أكبرها سنجدها تحدث نتيجة لخلل فى النفس البشرية، لتنافس، لمطامع، لأنانية، لحقد.. أسباب ضحلة ينتج عنها ضحايا، ربما تكون الضحايا أمراضاً نفسية وعجزاً على مستوى الفرد أو يكون الضحايا دولاً تنهار وأطفالاً ونساء تسفك دماؤهم يومياً بدون شفقة أو رحمة.

فكر بداخلك فى كل الصراعات التى تحيطك، فكر كيف دخلت هذه الحلقة مرغماً والأهم فكر كيف تستطيع الخروج منها كيف تبنى السلام على مستوى الفرد لكى تتحول الحلقة إلى حلقة من السلام بدلاً من الحروب. 

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} «آل عمران: 103»

 إن تحية الإسلام «السلام عليكم» إذا تذوقت معنى الكلمة تجد أنها دعوة للسلام والأمان على كل فرد تقابله يومياً، كيف بعد أن وعدته بالسلام وأمنته على نفسه منك تحاول أن تكيد له أو تغتابه أو تؤذيه بأى شكل كان ... ومعلوم أن ابتداء السلام سنة مستحبة، أما الرد فواجب.. ابدأ بدعوة للسلام داخل نفسك، داخل أسرتك، داخل عملك، داخل وطنك ومن ثم ليكن سلاماً عالمياً، لتكن دعوة للرضا، للغبطة لا الحقد، لوقف حلقة المطامع والانتهازية عندك وابدأ حلقة من الحب والمودة، دعوة للثورة على النفس الأمارة بالسوء.

أذكركم أن هذه الدنيا التى نتقاتل عليها أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام نزلها عقاباً عندما ملأه الشيطان بالطمع وأغواه  بالشجرة الوحيدة المحرم عليه الاقتراب منها.

{يًا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} البقرة.

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أأدلكم على شىء إن فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.