رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الحضارة.. القوة.. المال.. قمة اجتمعت بها أكثر من 50 دولة عربية إسلامية برعاية المارد الأعظم والحبر الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها الجديد القديم دونالد ترامب ليفرض السلطة والهيمنة ويجبى الجزية من مسلمين وعرب نظير الحماية ومقابل الرعاية وبديلًا عن إشعال الحروب العرقية والمذهبية داخل الأوطان العربية. اجتمع رئيس مصر الحضارة والثقافة والعراقة مع ممثلى القوة وأساطين المال والجاه فى قمة سوف تغير صورة وخريطة العالم أجمع وليس فقط حدود الوطن العربى والدول الإسلامية ولكن هناك معطيات جديدة سوف تحول العالم إلى قرية صغيرة جدًا فى محيط الدولة الاستعمارية الكبرى دون أى منافس أو منازع وبرضاء ورضوخ كامل وتام من القوى المتصارعة على شريط حدودى أو اسم خليج عربى أو فارسى أو بلدة يسيطر عليها دواعش أو أنصار السنة أو حزب الله أو معارضة أو حوثيون.. للأسف كان علينا أن نشهد انتصارات لما يسمى الأمة العربية فى حرب 1973 وهبة الأوطان والرؤساء والحكام العرب لنصرة العروبة والوقوف أمام العدوان واليوم نشهد قمة التراجع عن مسار القومية والوحدة والكرامة العربية مهما قيل ومهما سوف يصدر من تحليلات ومن تبريرات ومن تداعيات.

ومع هذا، فإن زيارة ترامب وزوجته وابنته إلى المملكة وظهور صورها دون غطاء الرأس ودون الالتزام بعادات وتقاليد المملكة وأيضًا حضورها لقاءات رسمية وزيارات اجتماعية فى حضور أمراء ومسئولين من المملكة دون أى اعتراض     أو رفض من المراسم الملكية السعودية وأيضًا دون معارضة قوية من الإعلام العربى والجهات المتشددة فى داخل المملكة والتيارات والهيئات التى تعتبر ظهور النساء فى المحافل العامة جريمة يعاقب عليها القانون.. كل هذا سوف يدق ناقوس التغيير الحتمى والمرتقب فى نسيج المجتمع السعودى والخليجى ويؤكد أن القمة من الواجهة السياسية والعسكرية والاقتصادية هى انقلاب جذرى لموازين القوى العالمية كما أنها بركان وزلزال اجتماعى وثقافى وحضارى قد يضرب الهوية والمعتقد والكثير من التفسيرات والفتاوى والقوانين الخاصة بالمرأة العربية المسلمة من حيث ليس فقط المظهر ولكن أيضًا المخبر والمعنى والدور الجديد الذى سوف تلعبه النساء فى الوطن العربى بأوامر أمريكية ومباركة عربية ضمن اتفاقيات القمة غير المعلنة وغير المكتوبة والموثقة فى اتفاقيات واستثمارات سلاح نفط وعقارات.

الحضارة والثقافة المصرية فى كلمة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى تثبت أن العالم يدرك ويعرف موقع مصر وأهميتها فى حفظ السلام البشرى والإنسانى لأن مصر دولة العراقة التى تؤمن بالتعددية والاختلاف والاحتواء وتتمسك بالقيم الإنسانية رغم كل الظروف الاقتصادية والأمنية والمؤامرات التى تحيط بها من الداخل والخارج.. مصر ستظل أبدًا رمانة ميزان القوى فى العالم لأنها تملك ما لا يملكه الآخرون من تاريخ وحضارة وتراث أصيل يحميها من السقوط ويحفظها من الرضوخ والانحناء بهذا الرئيس القوى الواثق من شعبه ومن ذاته ومن تاريخه ومستقبله.

الصراع ليس صراع حضارات كما يدعى العالم وصامويل هانجنتون وكما أكد السيسى ولكن الصراع هو صراع قوى استعمارية صهيونية تتحكم فى العالم بالمال والسلاح والإعلام الذى يمحو الهوية ويقضى على الحضارة والثقافة ويبث التطرف والإرهاب.. الحضارة سبيلها الفكر والتعليم والثقافة.. المال والقوة إلى زوال.