رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

العرض المسرحى «قواعد العشق 40».. للمخرج المتميز عادل حسان، يعد بداية ونقلة جديدة فى عالم المسرح، بعد حالة الفوضى والركود التى أصابت المسرح المصرى، ولم أكن أتوقع أبداً هذا الإقبال الجماهيرى الواسع على حضور  هذا العرض، وخاب ظنى فى الحكم على المسرح المصرى بأنه قد وافته المنية، فقد أعاد هذا العرض الى المسرح دوره ومكانته التى ضاعت خلال السنوات الماضية.

المعروف أن «قواعد العشق 40»، نص مسرحى مأخوذ عن رواية إليف شافاق، التى اشتهرت بشكل لافت للأنظار بين جموع كثيرة من القراء على اختلاف، توجهاتهم وتخصصاتهم، والسر فى انتشار هذه الرواية، أنها تعنى بالحب والدين والعشق والسياسة والفلسفة من خلال منهج صوفى أو من خلال قصة حياة جلال الدين الرومى ومرشده الروحى شمس التبريزى ومن خلال الدعوة الى الحب ونشر قيم التسامح والتسامى، تلك القيم التى باتت عملة نادرة فى زمننا هذا.

صوفية ابن الرومى وأستاذه شمس واقع حدث فى القرن الثالث عشر وكانت له أصداؤه الواسعة فى ذلك الزمان، وعندما تصاغ الآن فى زمن اللاحب، من خلال الكاتبة التركية شافاق، فإن الأمر يحتاج الى عبقرية خاصة، أما العبقرية الأشد هى أن ينقلها المخرج المسرحى عادل حسان على خشبة المسرح بعبقرية فذة  رغم كل تعقيدات الرواية والحبكات الدرامية الكثيرة بها، وأعتقد أن ورشة الكتابة التى أعادت الرواية الى المسرح بذلت  جهداً كبيراً فى هذا الشأن الذى قامت به  رشا عبدالمنعم وياسمين إمام وخيرى الفخرانى.

هناك جهد كبير قام به أصحاب  هذا العمل المسرحى لا يمكن أن ينكره أحد، أعاد للمسرح المصرى دوره الرائد، وهو بداية حقيقية لبدء انطلاق المسرح ليعيد الى مصر مكانتها فى هذا الشأن، وقد أدى الممثلون دورهم بشكل مبهر ولافت للأنظار ما جعل الجمهور يتفاعل بشكل واضح مع العرض.

«قواعد العشق 40».. هى دعوة لنشر قيم التسامح وقبول الآخر  والتسامى بكل معانيه من خلال تجربة صوفية حقيقية للرومى وأستاذه شمس التبريزى.. لقد استجاب الجمهور مع العمل المسرحى، لأنه دعوة حقيقية الى الحب بكل مقاييسه ومعاييره فى زمن اللاحب والاختلاف والشقاق.

تحية خالصة الى المخرج عادل حسان وفريق العرض المسرحى الذى أعادنا الى زمن المسرح الحقيقى الذى غاب منذ زمن طويل.

[email protected]