عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

موجة الهجوم على ما هو تاريخي عربي إسلامي، ومنها الهجوم على أعلام الإسلام والدولة الإسلامية ورجالها، سواء من كان منها في حقل العلم والفقه والحديث أو من القادة السياسيين، إذا ما قمنا بتحليلها كظاهرة "عربية" قبل أن تكون ظاهرة "استشراقية"، يمكن القول أن جزءا كبيرا منها جاء لإرضاء "الغرب"، ونيل رضا البعض سواء في الداخل أو الخارج، أو من أجل التكسب المالي بأي شكل عن طريق الحصول على منصب أو جائزة "مشبوهة" أو الظهور الإعلامي، وبالتبعية فإن البعض ممن يقوم بها ليس على قدر كبير من العلم أو الإعداد العلمي، إذا ما سلمنا جدلا أن ما يقومون به يدخل في باب البحث العلمي.

 ولكن ما نراه وما نسمعه وما نقرأه لا يمت إلى البحث العلمي بصلة، ولا يمت إلى أي نوع من الدراسات الجادة التي تعتمد المنهج العلمي في البحث بأدواته المتنوعة والمختلفة، فلا يوجد في البحث العلمي ولا الدراسات العلمية كلمات من نوع "أحقر شخصية في التاريخ"، والتي أطلقها يوسف زيدان في برنامج له مع عمرو أديب، وعلى قائد يعد من أعظم القادة المسلمين، والذي هزم الصليبيين وحرر بيت المقدس من أيديهم "بشهادة أعدائه قبل أصدقائه". سار على منوال زيدان من قبل عدد ممن لا يملكون أدوات البحث من أمثال إسلام بحيري والشيخ ميزو والإعلامي إبراهيم عيسى وغيرهم، فطعنوا في الإمام البخاري وغيره من أئمة المسلمين، رغم أن هذه الشخصية "البخاري" تعد من أفضل من بحث في التاريخ الإسلامي، لجمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

 وقد اعتمد على طريقته في البحث والدراسة وعلى طريقة علماء الحديث كثير من المؤرخين الجادين، والذين يدينون بالفضل للعلماء المسلمين، حتى إن أحد المؤرخين المسيحيين اللبنانيين وهو "أسد رستم"، والذي نال لقب "مؤرخ الكرسي الأنطاكي" لوضعه كتابا في تاريخ الكنيسة الشرقية للروم الأرثوذكس بعنوان "تاريخ كنيسة مدينة أنطاكية العظمى" في ثلاثة أجزاء، هذا الرجل وضع ضمن مؤلفاته التاريخية "المحكمة" والجادة كتابا بعنوان "مصطلح التاريخ"، على غرار كتب "مصطلح الحديث"، حيث يرى أنه لا بد من تحكيم قواعد "علوم الجرح والتعديل" و"علوم الحديث"، التي وضعها العلماء المسلمون في الروايات التاريخية، لكي يتسنى للمؤرخين معرفة ما هو صحيح ثابت من الروايات مما ليس بصحيح وثابت.

إذن فالعملية "اللاعلمية واللاثقافية واللا فكرية وحتى اللا إعلامية" التي "طفت" على السطح والتي نعيشها حاليا، لا تستند على أسس وقواعد، وإنما تستند على "المزاج" وعلى "الشطارة" و"الفهلوة" وعلى "اللي تغلبه العب به"، المهم أن تظهر وتلمع حتى ولو على حساب تاريخك ودينك، وحتى لو دست على "أخلاقيات" البحث العلمي، وعلى "الضمير" الإعلامي أو الصحفي.. وكأني بهؤلاء الذين يهاجمون صلاح الدين الأيوبي يحسبونه "أمين عام الجامعة العربية"، وهو المسئول عن حال الدول العربية المتدهور، أو أن "البخاري" هو أمين المجلس الأعلى للجامعات المصرية، التي خرجت من التصنيف العالمي لجودة الجامعات!!