رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

عندما تقف أمامها لتتأملها، ستعتقد أنك أمام فندق سبع أو خمس نجوم على الأقل، تدخل المبنى الواسع الأنيق النظيف، السيراميك لامع، رائحة المنظفات الراقية تنبعث منه، الجدران بيضاء ليس عليها بقع دم ولا غير دم، الدهاليز واسعة، مكتب الاستقبال عريض وممتد وعليه عدد غير قليل من الموظفين، يستقبلونك بوجه هادئ بشوش، وهم فى خدمتك وفقاً للرقم الذى حصلت عليه من الماكينة الخاصة، حين يكون موعدك فى العاشرة صباحاً ستدخل فى موعدك تماماً، وإن تأخر دورك خمس دقائق أو ربع ساعة على أقصى تقدير سيعتذر لك موظف الاستقبال أو مساعدة الطبيب عن هذا التأخير وسيوضح لك أسبابه، عن المستشفيات فى البلدان الأوروبية أو الغربية عامة أو بأى دول متقدمة -بعد أن كانت منذ بضعة عقود متخلفة وتئن فى الجهل والمرض والفقر- أتحدث.

هناك فى بلدان لا تقول «لا الله الا الله» إلا ما ندر، ولا تعرف وصايا العمل الجاد ولا الرحمة بالمرضى كما أوصانا ديننا، المستشفى لديهم يعنى رحمة وعلاجًا وإنقاذًا، ولا يمكن أن أقارن بينها وبين مستشفياتنا العامة القذرة التى ترتع بها الحشرات والكلاب والقطط، وقد غاب عنها الأطباء والتخصصات والخبرة والدواء وآليات الطب الحديثة و..الرحمة، أما مستشفياتنا الخاصة فهى مجازر لذبحنا وتفريغ جيوبنا واحتجاز موتانا حتى ندفع باقى الفاتورة «النار» التى تحاسبنا على كل شىء حتى على كلمة «صباح الخير» و«سلامتك»، مما يجعلنا نقول لكل مسئولى الصحة «مرضتونا.. قتلتونا».

بهذه الدول توجد مظلة تأمين صحى شاملة، لا تسقط أحداً منها، لأن مجالس المدن ببساطة تسجل كل مولود بملف خاص، لا يوجد سواقط قيد، لأنه لا توجد «داية» فى السر، بل يولد الأطفال وفقاً لنظام متابعة صحية للأم بصورة صارمة، حتى لو كانوا مواليد غير شرعيين، كل طفل له شهادة ميلاده وسجله الصحى الذى يذكر والديه بمواعيد تطعيم الطفل عبر خطابات ترسل للمنزل، وبمواعيد الرعاية الصحية إذا ما ولد الطفل وبه إعاقة أو أى مشكلة صحية، ولكل أسرة طبيب المنزل الخاص بها الذى تختاره من قائمة أطباء يتم عرضهم على المواطنين بالأحياء من خلال مظلة التأمين الصحى «نظام التأمين الصحى إجبارى، وله مستويات، مستوى عام لكل الشعب، ومستوى خاص لأصحاب الأعمال الحرة والأثرياء، لكنه فى النهاية إجبارى ولا يمكن لأحد تجاوزه وإلا تعرض للمساءلة القانونية والغرامات التصاعدية، وتخصم قيمة التأمين من الرواتب وفقاً لمستويات الراتب، ومن المعاشات لأصحاب المعاشات، أما العاطلون عن العمل فتدفع لهم الدولة ولأبنائهم من بدلات البطالة التى تقدمها هذه الدول الغربية فى معظمها للعاطلين».

وطبيب المنزل هو ممارس عام يلجأ إليه أفراد الأسرة فى أى أمراض عامة، وإذا كان المرض يتطلب طبيبا مختصا، يحيله طبيب المنزل إلى الطبيب المختص بالمستشفى التابع لها الحى، المستشفى كما سبق القول راقية نظيفة خدمة خمس نجوم، تتوافر بها كل الخدمات الصحية، والغرف والأسرة نظيفة بلا بقع دم ومجهزة تقنياً لراحة المريض، والأدوية التى يكتبها الطبيب ليس لها حدود أو سقف فى القيمة، ويتم صرفها مجاناً من الصيدليات التى تتبع التأمين الصحى، وفى هذا «لا يستخصر» الطبيب أى نوع من الدواء، ولا تنكر الصيدلية وجود الأدوية، فكل شىء خاضع للرقابة من وزارة الصحة والمفتشين، أما وجود المستشفيات على هذا النحو لأنها تقوم بنظام استثمارى تشارك فيه شركات خاصة مع الدولة، وللحديث بقية...

 

[email protected]