رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

القت قوات الشرطة الألمانية الجمعة الماضية القبض على ضابط بالجيش الألمانى - كان قد انتحل شخصية لاجئ سورى - بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية ارهابية ، وكانت المُفاجئة الثانية هى ان المُدعى العام المنوط بعمل الاستجوابات وتوجيه الاتهامات ، تمهيداً لحبس المتهم احتياطياً رهن التحقيق هى اعلان وكيل النيابة " ان المُتهم خطط للعمل الارهابى بغرض الصاقه بشخص أجنبى ، وتشويه صورة العرب ، انطلاقاً من كراهيته للأجانب " على عكس العُرف الذى يمنع المُدعى العام بإعلان تصريحات صحفية فى قضية لا تزال فى طور التحقيق .

بعض من وسائل الإعلام الأوروبية فسرت الأمر على انه أسلوب دفاع استباقى خطط له وكيل النيابة لخلق ارضية قد تكون أحد أهم أسباب تبرئة المُتهم من التخطيط لجريمة ارهابية ، وتحويل المُتهم للطب النفسى على إعتبار انه مريضاً سيكولوجياً " بكراهيته للأجانب " ، وذلك لعدم تشوية صورة الجيش الألمانى جراء عمل الضابط المتهم .

وهناك آراء أخرى تمثلت فى توجية الشكر والثناء على تصريحات وكيل النيابة ، لأنه بجرأة غير معهودة فتح الأبواب على مصراعيها ، وكسر الأعراف القانونية لإفساح المجال بالاحتمالات القائمة انه ليست كل الأعمال الإرهابية التى حدثت فى أوروبا مؤخراً " خاصة التى لم يتم القبض أو معرفة المُجرم الحقيقى لمرتكبيها " قد تكون تمت بآيادى أوروبية لإلصاق التُهم بالأجانب وتشويه صورتهم أمام الرأى العالم العالمى .

وسائل الاعلام الأوروبية لم تترك الأمر يمر مرور الكرام ، وتتناوله حتى اليوم بالبحث والتدقيق ، وهذا يُحسب لها لأن القضية خطيرة بالفعل ، وتستحق المُتابعة لكشف ما تمكن من خبايا وتفاصيل الأعمال الإرهابية ، لمعرفة من هى الآيادى الخفية الحقيقية التى تقف وراءها سواء بالتخطيط أو التنفيذ .

ضابط الجيش الألماني برتبة مُلازم أول يبلغ من العمر 28 عاماً تلقى تعليمه فى فرنسا ، ويشهد له الجميع بحُسن السير والسلوك ، دمث الخلق لم يُعرف عنه انه ينتهج أساليب عُنصرية فى تعامله مع المواطنين من جنسيات أخرى سواء عرب أو غيرهم ، كما يُشهد له أيضاً بالاحترافية فى مجال عمله العسكرى .

ومن هنا انتشرت تساؤلات عن كيف لضابط هكذا ان يقوم بإخفاء بندقية فى مرحاض بمطار العاصمة النمساوية " فيينا " . . ؟ ومن سهل له ادخال البندقية الى المطار فى وقت تشديد الرقابة عبر الكاميرات فى المطارات الأوروبية بشكل أكثر دقة منذ حدوث العمليات الإرهابية التى طالت العاصمة البلجيكية بروكسل وباريس عاصمة فرنسا ؟! . . وهناك سؤال آخر جدير بالتوقف عنده وهو : لماذا لم تكشفه الكاميرات أثناء إخفاءه البندقية فى المرحاض ثم كشفته أثناء جلبها ؟! . .

الغريب فى الأمر أيضاً ان ضابط الجيش الألمانى المتهم كان قد افرج عنه الأسبوع الماضى بعد القبض عليه فى النمسا ، ثم أعادت السلطات الألمانية القبض عليه يوم الجمعة الماضى ، كما تم القبض أيضاً على " طالب جامعى " 24 سنة ، بتهمة التورط مع الضابط  فى ذات القضية .

كشفت وسائل الاعلام ان ضابط الجيش الألمانى المتهم انتحل شخصية لاجئ سورى منذ عام 2015 وكان يعيش لفترات متقطعة فى احد مراكز استقبال اللاجئين ، وقد تمكن من ذلك لأن طبيعة عملة لا تقتضى الزامة بالتواجد فى ادارة عسكرية بعينها أو احد مُعسكرات الجيش . كما أكدت التحقيقات الأولية ان المُتهم لا يتحدث اللغة العربية ، فكيف كان يتعامل مع اللاجئين السوريين فى مراكز الاستقبال على اعتبار انه واحد منهم ؟! . .

[email protected]