رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هالني ما رأيته من الدكتور محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر من محاولات حثيثة لإثارة القلاقل في وقتٍ نحن أحوج ما نكونُ فيه إلى توحيدِ الصفِ في مواجهة الهجمة الشرسة التي تحاولُ النيل من الأزهر جامعاً وجامعةً، إثر مطالبته بأنه الأحق بأن يعين رئيسا لجامعة الأزهر عقب خلوه بإعفاء الدكتور أحمد حسني، وذلك في سعي صريح للمنصب، وفي رفضٍ واضحٍ لقرارِ فضيلةِ الإمام الأكبر الذي صدر بتكليف عميد كلية اللغة العربية الدكتور محمد المحرصاوي بإدارة شؤون الجامعة حتى تعيين رئيس دائم لها، وهو ما يجب على العلماء أن يترفعوا عنه، إلا أنه لم يأبه لذلك بل وأثار الكثير من وسائل الإعلام المتربصة للنيل من الأزهر.

ذلك أنه لم تخلو البرامج والقنوات والصحف، طوال اليومين الماضيين، من أخباره وتصريحاته المثيرة للجدل. إن أكثر ما يحزنني، وأنا أنتمي لجامعة الأزهر وأحد خريجيها، أن تأتي الضربة من الداخل لا من الخارج، وعلى يد ابن من أبناء الأزهر الذين من المفترض أن يدفعو عنه كل شر.

أقول هذا الكلام ليس تأليباً على الرجل، فهو أحد كبار الأساتذة بجامعة الأزهر وتخرج على يديه الكثيرين، وبعيداً عن الجانب القانوني والذي له مختصوه، إلا أن المنصب في وقتنا هذا، ليس شرفاً بل هو عبءٌ ثقيلٌ تنأى عن حمله الرجال، وهناك من هم أدرى بمن تتناسب كفاءته وقدراته مع المنصب ومع حمل هذه المهمة الثقيلة، فكان الأولى الامتثال لهم والانصياع لما يرون.

هكذا تعلمنا في الأزهر، كما أن لنا من الرسول صلى الله عليه وسلم العظة والعبرة،  فعن أبي ذر – رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي، ثم قال:» يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها «. رواه مسلم، فلن يكون الأمر انتقاصا من قدره ولن يضيره أن يمتثل لقرارات قادته، فلم يكن هناك من هو أحق من خالد بن الوليد بقيادة جيش المسلمين، حين أصدر قائده الخليفة عمر بن الخطاب أمراً بعزله وهو في أوج عزه ونفوذه، وبعد أن تحققت على يديه انتصارات لم يسبق لغيره أن حققها، إلا أنه امتثل للأمر وآثر المصلحة العليا الواسعة على مصالحه الشخصية الضيقة.

مترجم وباحث بالأزهر الشريف

لا شك لدي أن الدكتور أبو هاشم يعلم تمام العلم أن السعي للمنصب والحرص عليه فيه الكثير من المفاسد والمسالب التي أولها شق الصف وكثرة الخلافات التي من شأنها أن تؤدي في النهاية لفتنةٍ وشرٍ عظيم نحن في غنى عنه، وتستحضرني هنا المقولة الشهيرة للإمام الشعراوي، والتي استلهمها من حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لأحد رؤساء مصر السابقين "من ُطلِب إلى شيءٍ أُعِينَ عليه، ومن طلب شيئًا وُكِل إليه"، ويالها من مقولة عظيمة، لخصت كل ما يمكن قوله حول هذا الأمر، بل وضعت الحل والعلاج الشافي الذي يجنبنا أي صراعات وخلافات لن تؤدي بنا إلا لضياع الهدف الأسمى والأعظم من كل المصالح الشخصية، ألا وهو رفعة الأزهر والحفاظ عليه. 

وفي الأخير، وبصفتي ابن من أبناء الأزهر، أتمنى على الدكتور محمد أبوهاشم، وهو أستاذنا ونتعلم منه دائما، أن يعيد دراسة الأمر برمته، وأن يفكر ملياً في تبعاته التي أتمنى أن تنتهي سريعاً قبل أن تتسع الهوة وتزيد الخلافات، إيثاراً للمصلحة العليا على كل شيء ولصالح أزهرنا ومصرنا الحبيبة، فالأزهر يستحق منا الكثير.