عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

حسنا فعل ترامب، أعلن منذ يومين عن تأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ربما يكون قراره هذا لفترة مؤقتة، إلى نهاية الشهر الجارى، وربما لمدة أسابيع أو شهور معدودة، يقال والله اعلم: إن قرار التأجيل اعلن بسبب اجتماعاته المنتظرة خلال الشهر الجارى مع حكام البلدان الخليجية والعربية والإسلامية، حيث من المنتظر إقامة أكبر تحالف بين المسيحية المشيخية (طائفة بروتستانتية) والإسلام السنى، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين (بصفته خادم السنة) دعوة رسمية لمعظم أو جميع حكام البلدان الإسلامية السنية لحضور اللقاء المنتظر مع الرئيس الأمريكى.

وعندما أثار الرئيس دونالد ترامب قضية نقل السفارة الأمريكية، اندهشت جدا للصمت الذى أصاب حكامنا العرب، كأنهم كما يقول العامة: «أكلوا سد الحنك»، أو كما كان يقول العرب قديما (فى حديث لأسامة بن شريك الثعلبى): «كأن على رؤوسهم الطير».

بحمد الله وفضله لم نسمع أن أحد حكامنا، الذين يرتدون ثوب الزعامة والفضيلة والحكمة، وقف معترضا على تصريحات الرئيس الأمريكي، أو أنه سرب (من تحت لتحت) على لسان مصدر أو مسئول مجهول رفضه مشروع دونالد ترامب لا بالتلميح ولا بالتصريح، سكتم بكتم.

لا أخفى عليكم فقد اغتظت (من الغيظ: الغضب الشديد) جدا جدا، معقولة أحفاد عنترة بن شداد العبسى الذى قال: أنا فى الحرب العوان غير مجهول المكان/ وحسامى مع قناتى لفعالى شاهدان، وأحفاد المتنبى الذى قال: «الخيل والليل والبيداء تعرفني/ والسيف والرمح والقرطاس والقلم»، يأتى عليهم الدهر ويكون على رؤوسهم الطير؟، بأمانة لم أصدق ما أراه، وراجعت نفسى أكثر من مرة، ربما لم أكن متابعا بشكل جيد، ربما كنت نائما، ربما وربما، قلت علينا باختبارهم، نمرر سؤالًا ونرى موقفهم، وبالفعل كتبت هنا مستخدما «لو» وهى حرف يفيد التعليق فى الماضى أو المستقبل، تساءلت: ماذا «لو» فعلها ترامب؟، فعل إيه؟، ماذا لو نقل ترامب السفارة إلى القدس؟

توقعت يومها أن يلمح حكامنا وزعماؤنا عبر الإعلام ما يتردد عن القدس الشرقية وشقيقتها الغربية، ويدور الحديث بين بعض النخب عن الفروق الجغرافية والأركيولوجية البنياوية والفوقية الأنثروبولوجية بين القدس القديمة والقدس الجديدة، وتنتهى المناقشات، بالقول إنه: لا مناص.

ولأن المشكلة لم تعد «مناص» (بمعنى مهرب أو مفر أو ملجأ) فالصمت أفضل من الكلام، لكن اللافت أن خليفة المسلمين رجب طيب أردوغان لم يلتزم بقاعدة «لا مناص» التى وضعها زعماء العرب والمسلمين، وخرج عن القاعدة منذ يومين معلنا رفضه لفكرة ترامب بنقل السفارة إلى القدس، وأكد رفضه هذا وزير خارجيته ورئيس حكومته.

 وماذا عن حكامنا؟، ألم تنقل لهم وكالات الأنباء والفضائيات وأجهزة المخابرات رفض طيب أردوغان، قلت: ربما غدا أو بعد غد تتحرك الغيرة فى صدر أحد حكامنا، يستدعى وسائل الإعلام، ويعلن رفضه بشكل مباشر، أو عن طريق بيان أو تصريح للمتحدث الرسمى باسم الحاكم أدام الله عزه وفضله وحكمته، لكن للأسف خابت ظنونى، ومازال سموهم وسعادتهم وسيادتهم أدام الله حكمتهم وعزتهم .. «لا مناص».

[email protected]