عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيقف التاريخ طويلاً أمام إنزيم السطحية الذي يحظى به كثيرون من مثقفي العالم العربي، والذي يسري في شرايين العرب عامة والمصريين بشكل خاص، وعاد للتدفق بقوة بعد أن انتصر الشاب إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وأصبح الرئيس الأصغر سناً في الجمهورية الفرنسية الخامسة، حيث دخل قصر الإليزيه وهو في التاسعة والثلاثين من عمره.

 

المظهر الإيجابي يقول إنه أمر رائع أن يصل الشاب ماكرون إلى سدّة الحكم في فرنسا، وهو أمر لا نراه مطلقاً في العالم العربي الذي لا يرحل حكامه إلا بالتوريث أو الموت أو الثورة.


ولكن، الاحتفالات الوقتية لا ينبغي أن تطمس بعض الوقائع التي تجعل احتفال الفرنسيين أنفسهم أقل حدة من كثيرين في عالمنا العربي تحولوا فجأة إلى ناطقين بالفرانكفونية لمجرد الاحتفاء بالشاب ماكرون.
 

فنتائج الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية تشير إلى أن نسبة المشاركة تراجعت بما يفوق الـ4% مقارنة بالجولة الأولى، وهو رقم كبير بالحسابات الفرنسية، كما أن هناك عامل آخر لعب لصالح المرشح الشاب، وهو أن هناك قطاع عريض من المصوتين له اختار التصويت ضد منافسته مارين لوبان، في ظل خطابها اليميني شديد التطرف وتهديها المستمر بالخروج من الاتحاد الأوروبي على نفس طريقة بريطانيا، وهو الذي جعل كثيرين من الفرنسيين يخشون على بلادهم من الانزلاق إلى المجهول.

 

ومن الأمور التي لا تُذكر مطلقاً في تحليل الوضع الفرنسي، هو لماذا قرر الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند عدم الدخول في السباق الرئاسي مجدداً، وفضّل الرحيل بعد ولايته الأولى، وهي كلها أسباب تتعلق بالتحديات الاقتصادية في فرنسا، وكذلك ملف الأمن، بعد أن ضرب الإرهاب الدولة الفرنسية كثيراً في السنوات القليلة الماضية، وهو ما جعله يقفز من سفينة الرئاسة مخلّفاً وراءه تركة ثقيلة لخليفته الشاب.

 

وأخيراً، وليس آخراً، هل يذكر المحتفلون كيف استقبلوا دخول أول رئيس أسود إلى البيت الأبيض؟، وكيف كانت لغة الساحر أوباما في كلمته للعالم العربي والإسلامي من جامعة القاهرة؟، وكيف بعد أن انتهت السكرة تحولت الدول العربية إلى خرابة ينهش فيها كل من هب ودبّ بفعل نكسات على هيئة ثورات؟.
 

وفي النهاية: متى ننتقل من الإعجاب العاطفي المبالغ فيه بالمظهر إلى التحليل الواقعي للجوهر؟.