رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أوراق مسافرة

والله بحب بلدى ومعنديش عقدة الخواجة، وكل كلامى «غيرة» عليها لأنى شفت بلاد كتير كانت خارج الخارطة.. منها المهزوم فى حروب قاسية ومنها الفقير اللى كان شعبها مش لاقى ياكل ولا يشرب، وفى سنين معدودة نفضت تراب الدمار والفقر، زرعت وصنعت.. وولادها صنعوها من لا شىء وصارت دول عظمى.. غنية.. أبناؤها فى نعيم.. اشمعنا إحنا.. فاشلين.. فاشلين فى كل الملفات.. أبسطها ملف «الزبالة» ومن هنا أواصل.. واستحملونى شوية.

ليه مجالس المدن وشركة النظافة إياها عندنا كسلانة وعمياء وبلا الضمير، سايبة الناس ترمى الزبالة فى كل مكان ولا تكلف نفسها بوضع صناديق فى الشوارع، عربيات جمع القمامة قذرة ومكشوفة تتطاير منها المخلفات لتعيد «توسيخ» الشوارع، وليس بها أى إمكانيات تقنية لفصل أنواع القمامة للاستفادة بها رغم أن القمامة فى كل العالم ثروة هائلة، حتى إن مصر نفسها كانت تستورد مخلفات بعض الدول لإعادة تدويرها وتصنيع منتجات ورقية وبلاستيكية وغيرها، فى حين شركات النظافة عند الدول -اللى لا فيها دين ولا صلاة ولا صوم إلا فيما ندر- ليه شايفة شغلها تمام، عربيات جمع القمامة نظيفة ومجهزة تقنياً لفرز أنواع القمامة، أو فرمها، والعمال لا يتسولون بأدواتهم البدائية، بل يرتدون زياً نظيفاً وكأنهم فى حفل استقبال، وبأيديهم قفازات جلدية وعلى وجوههم «ماسكات» لحماية صحتهم، وصناديق القمامة فى كل شارع وحارة نسبة وتناسب مع تعداد السكان، بل يتم عمل مفاتيح لـ«كونتينرات» القمامة لضبط المخالفين من السكان، ويتم تقسيم الصناديق وفقاً لأنواع القمامة، صناديق للبلاستيك، وأخرى للزجاج، وثالثة للمخلفات العضوية وأخرى للمخلفات الصعبة الداخل بها مركبات كيميائية أو معدنية وهكذا، لإعادة تدويرها والاستفادة منها، وهناك تفتيش على الأحياء، وويل لمن يلقى «كيس» قمامة خارج الصندوق، تقوم لجنة بفحص محتويات الكيس والتوصل لصاحبه من خلال أى ورقة بها اسم أو عنوان أو حتى من نوع القمامة نفسها كما يتم سؤال أهل الحى للوصول إلى «مرتكب الفعلة الشنعاء» ويتم تغريمه حتى لا يعود لفعلته.

وليه عندما مقالب القمامة الكبرى فى قلب القاهرة، وفى مداخلها، ووسط البنايات والسكان، تطارد رائحتها وأمراضها وحشراتها السكان «المحترمين»، وسأذكر على سبيل المثال مقلب قمامة كبيراً فى المنطقة التى تربط بين مدخل طريق الشيخ زايد وميدان سفنكس بالمهندسين أحد الأحياء الراقية فى بلدنا الجميل، وهناك لا تعثر ولو مصادفة على مقلب للقمامة لأنه فى أماكن بعيدة عن البنايات والسكان.

تتعجبون لاهتمامى هذا بملف القمامة، لأنها ثروة مهدرة، لدينا منها سنوياً أكثر من 35 مليون طن، 25 مليون مخلفات عضوية، نعيد تدوير 10% فقط، فى حين استفادت دول كاليابان والنمسا وماليزيا وغيرهم كثير من تدوير القمامة بأحدث الأساليب لحل مشاكل الطاقة واستخراج غاز الميثان واستخدامه فى الطهى والتدفئة، كيلوجرام قمامة ينتج 300 لتر من غاز الميثان، بجانب إنتاج الكهرباء، وقش الأرز ومخلفات الزراعة تستخدم لإنتاج زيت كيروسين للطائرات وإنتاج بنزين 95 و92 بدرجة انبعاثات تساوى «صفر»، فيما نقوم نحن بدفن مخلفاتنا فى 72 ألف فدان، فى كل محافظة يوجد مدفن بمساحة 100 فدان تقريباً، تكلف الدولة 100 مليون جنيه، وذلك بدلاً من استغلالها وتحويلها إلى ثروة تفيد موازنة الدولة الخربة وتشغل الأيادى العاطلة.

للأسف لا يوجد لدينا منظومة متكاملة للنظافة وتدوير المخلفات رغم ما يبدو من بساطة الملف، إلا أنه يؤثر على عدة ملفات مهمة.. وللحديث بقية.

[email protected] com