رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

مغرم أنا بالقصص الإنسانية.. التى تحمل العظة والعبر.. فالإنسان بطبعه يكره النصيحة والناصحين.. ويسد أذنه عن استقبال كلامهم.. لكن عندما تأتى النصيحة فى صورة قصة أو حكاية.. فهى تدخل إلى القلب مباشرة.. وتحرك العقل.. وتجعل الإنسان جاهزا للتفكير.. فيما تحمله القصة من معان وعبر.. وقصتنا اليوم خير مثال على ذلك.. تقول القصة:

«ذات يوم وقع حصان أحد المزارعين فى بئر.. وكانت جافة من المياه، بدأ الحصان بالصهيل واستمر لساعات، كان المزارع خلالها يفكر بطريقة لاستعادة الحصان.. لم يستغرق التفكير وقتا حتى أقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه كانت توازى تكلفة شراء حصان جديد.. نادى المزارع جيرانه لمساعدته فى ردم البئر.. فيضرب عصفورين بحجر.. دفن الحصان.. وردم البئر مجانًا بمساعدة جيرانه. بدأ الجميع باستخدام المجارف والمعاول لجمع التراب تمهيدًا لإلقائه بالبئر، أدرك الحصان ما قد صار الوضع إليه وبدأ الجيران فى ردم البئر، وفجأة سكت صوت صهيل الحصان.. استغرب الجميع واقتربوا من حافة البئر لاستطلاع السبب فى سكوت الحصان؛ فوجدوا أن الحصان كلما نزل عليه التراب.. هز ظهره فيسقط التراب عنه ثم يقف، وهكذا كلما رموا عليه ترابًا.. نفضه عن ظهره واعتلاه! ومع الوقت استمر الناس بعملهم والحصان بالصعود، وأخيرًا قفز الحصان إلى خارج البئر ونجا من الموت المحقق»!!

أظن لو صعد إلى المنبر ألف خطيب وحاولوا توصيل كل هذه المعانى التى تحملها هذه القصة إليك لعجزوا عن ذلك.. ولكن قصة قصيرة فى سطور قليلة.. أدت هذا الهدف وأكثر منه.

أتمنى من الآباء دائما أن يلجأوا للقصص، سواء الحقيقية أو المؤلفة من قبل كبار الكتاب، حتى يستطيعوا الوصول إلى فكر ووجدان أولادهم.. بدلا من أسلوب النصائح المباشرة العقيم.