عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

فى مقالتى السابقة تحت عنوان " فى هولندا جالية مصرية وفتنة طائفية " كتبت عن فئة قليلة من المصريين ممن حصلوا على الجنسية الهولندية ، استغلت المساحة الكبيرة لحُرية التعبير عن الرأى فى هولندا التى يكفلها ويحميها القانون ، وقامت بتأسيس مؤسسة على غرار الجمعيات الأهلية فى بلدنا ، وأطلقت على نفسها اسم " الهيئة القبطية الهولندية " ولمن لا يعرف يسود لديه الانطباع انها تمثل الجالية القبطية فى هولندا ، وهذا مُخالف للحقيقة لأنها لا تمثل الا نفسها ، وبين الحين والآخر اما ان تستغل حادث ما فى الوطن الأم مصر ، أو تتلقف قضية خلافية مصرية داخلية بعينها لتصنع منها حدث فى شكل ندوة أو مؤتمر ، قد يحمل فى ظاهره - من خلال عنوان براق لمناقشة هدف اصلاحى اجتماعى أو قانونى أو دينى – ولكن فى حقيقة الأمر يكون فى باطنه سموم تجلب الهموم للجالية المصرية ، تهددها بالانشقاق والتفتت وإثارة الفتنة ، وتستعدى سياسة حكومة هولندا وتسيئ لسُمعة مصر فى وسائل الاعلام الهولندية .

وفى الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضى وتحت عنوان "مصر الحديثة فى ظل قانون ازدراء الأديان " عقدت تلك الهيئة مؤتمراً فى احد ضواحى العاصمة أمستردام  دعت اليه عدداً من أقباط المهجر ، ومن مصر كل من ( خالد منتصر – اسلام البحيرى – ايهاب صبحى ) والأخير من قناة " سى تى فى "  الذى لم يحضر ، وأشارت اللجنة المنظمة الى انه اعتذر ، بينما شن المُتحدث الرسمي للهئية القبطية الهولندية حملة غير لائقة على السفير المصرى فى لاهاى ، ووصفه بصاحب اليد المرتعشة ، وذلك لمُقاطعته المؤتمر رسمياً ، وقال مُتحدثاً عن الهيئة التى يُمثلها " حُريتنا أهم من العلاقات مع السفارة ونحن لسنا تابعين " ، وثبت بالفعل ان سفير مصر قد أصاب فى قرار عدم حضوره أو اى ممثل للسفارة المصرية ، لأنه بحدسه السياسى توقع ان مسار المؤتمر سيسير على عكس ما حمله عنوانه المُعلن .

ومن آفة الصحافة ما نشرته آنذاك بعض الصُحف المصرية الرسمية ( ..... ) ان المؤتمر ناقش سُبل دعم مصر في حربها ضد الارهاب ، وان عشرات المُنظمات المصرية بالخارج قد حضرت ، وان المؤتمر عقد بقاعة المؤتمرات الدولية ، وبالطبع هذا لم يحدُث ، فكاتب المقال كان قد حضر وراقب وتابع كل ما حدث على ارض الواقع .

ومن خلال متابعتى " وكلمات مُعظم من تحدثوا مُسجلة " كان الجانب الأكبر من المؤتمر هو عداء سافر للمسلمين والدولة المصرية ، وكيل الاتهامات للأجهزة الأمنية بايحاءات انها متراخية أو متواطئة ، وان أقباط مصر مُضطهدين ومُستهدفين ، يقتلوا ويُغتصبوا ، وتُحرق كنائسهم ، وتُخطف بناتهم ، لدرجة ان نسبة كبيرة من الأقباط اللذين حضروا المؤتمر اتفقوا فى الرأى على ان تلك التوجهات أساءت اليهم وتفقدهم تعاطف اخوانهم فى الوطن من المسلمين .

كما دعى " ابراهيم حبيب رئيس هيئة الأقباط متحدون إنجلترا "  وهو احد المتحدثين الى عودة المحاكم العسكرية فى مصر ، الأمر الذى أثار غضب الحاضرين من ذلك المطلب ، فى الوقت الذى تتضافر جهود المصريين العقلاء الى تفعيل القوانين المدنية وان يحاكم أى متهم يرتكب جريمة أمام القاضى الطبيعى .

هذا اضافة الى سرد قائمة أحداث تطرف ضد أقباط خلال الفترة السابقة أعطت انطباع ان فى مصر حرب من طرف واحد يشنها المسلمين ضد اخوانهم الأقباط ، واتهام النظام المصرى انه ضد اقامة العدل ، وكثير من الإساءات التى يعف العقل والحكمة على تكرارها الآن .

وقد حاول اسلام بحيري ان يضبط دفة التطرف من قبل أنصار تلك الهيئة وضيوفهم المتطرفين فكرياً بقوله : " الرئيس لديه إرادة سياسية كبيرة اكبر من تطوير الخطاب الدينى ، وأن ذهابه الى الكنيسة ودعوته وقوله في بيت من بيوت الله ما يؤكد تغيير العقلية  أنه "لن يسجن مُفكر في عصر السيسي" .

على كل حال انها ليست المرة الأولى التى تمارس فيها تلك الهيئة أنشطة مُثيرة للجدل ، تسيئ لمصر الدول والشعب ، كما انها تثير الفتنة بأفعالها فى أوساط الجالية المصرية بهولندا ، أما قادة وقساوسة الكنيسة المصرية الممثل الشرعى الرسمى للأقباط فى هولندا فهم فى عمل دينة اجتماعى مُعتدل ، ويعلنوا مراراً وتكراراً عدم مسؤليتهم عن أفعال الهيئة القبطية لأنها لا تمثل الأقباط فى هولندا .

وللحديث بقية لكشف وتعرية بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد فى المهجر ، حتى لا تُسقى بمياه سامة ضد الوطن وأبناءه .

[email protected]