رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

أستغرب جدًا من هؤلاء الذين يهاجمون الأزهر الشريف ويتهمونه بأنه يتضمن ضمن مناهجه فكراً متطرفاً، فهؤلاء إما جهلة وإما مخرفين وإما يعملون لحساب أطراف خارجية لديها إصرار شديد على هدم الثقافة العربية ـ الإسلامية.. لماذا هذه الهجمة الشرسة الآن على الأزهر رمز الوسطية الفكرية ونشر الدين المعتدل الذى يدعو إلى الفكر واحترام الآخر؟!.. الهجوم على الأزهر الشريف تحديداً فى هذه الفترة، لا يختلف كثيراً عن الهجوم على باقى مؤسسات الدولة المختلفة مثل القوات المسلحة والشرطة.

لا تظنوا أن مخططات الهوية المصرية انتهت أو زالت، بل إن الحرب الضروس المعلنة على الدولة المصرية مازالت مستمرة وتأخذ أشكالاً مختلفة، فتارة الحرب على الشرطة المدنية وأخرى على جيش مصر الوطنى، وأخيراً على المؤسسة الوطنية الدينية المعتدلة التى تعد منارة كبرى ليس فى مصر والدول العربية وحدها وإنما فى كل أنحاء الدنيا.

هناك دوافع كثيرة وراء هذه الهجمة الشرسة على الأزهر وعلمائه الذين يتمتعون بالوسطية ويحملون مشاعل التنوير على مدار ألف سنة أو يزيد، ليس فى نشر الدعوة فقط، وإنما العمل بكل وطنية على مدار قرون من الزمن.. ودائماً ما كان يركز المستعمرون على مؤسسة الأزهر الشريف، باعتبارها المؤسسة الوطنية، والنيل منها وسقوطها رمز لسقوط الدولة..  وكلنا يذكر يوم اقتحم الفرنسيون بخيولهم صحن الأزهر، إنما كانوا يقصدون بهذا العمل الدنىء توصيل رسالة الى العالم بأن مصر قد سقطت، فالأزهر طول تاريخه العريق والطويل هو رمز الدولة المصرية.. ولذلك فإن اقتحام الفرنسيين له كان إنذاراً بأن الدولة المصرية قد سقطت فى يد الاحتلال.

ونذكر أيضاً أن لجوء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى منبر الأزهر وإلقاء خطابه الشهير فى هذا اليوم التاريخى، إنما كان رسالة أيضاً بأن الدولة المصرية لا تزال قائمة ولن تسقط.. وكل المواقف الوطنية التى خاضها الأزهر إنما تدل على أن مصر مقرونة بالأزهر، فإذا كانت الدولة القديمة أيام الفراعنة يرمز لها بالأهرامات الثلاثة، فإن مصر يرمز لها أيضاً بالأزهر الشريف.. الأزهر ليس جامعاً أو جامعة فحسب وإنما هو قلعة للوطنية ورمز كبير للدولة المصرية.. ثم ألم يحسب هؤلاء المغرضون أو المتجاوزون فى حق هذ الرمز أنهم يعتدون على كيان الدولة المصرية، ثم إن الغرابة الحقيقية أن نجد كتاباً وصحفيين وقعوا أسرى للمخططات الغربية والأمريكية وراحوا يتطاولون على مؤسسة الأزهر الوطنية.

سحقاً  لهؤلاء المتطاولين على هذه المؤسسة الوطنية التى تعد ركناً أساسياً من أركان الدولة المصرية.. ولذلك فإن أى هجوم على الأزهر، إنما هو بمثابة مسمار يدق فى هذا الصرح العريق.. وعلى الجميع أن يحذر الوقوع فى هذا الفخ المروع، وألا يتطاولوا أو يتجاوزوا فى  حق أزهرهم.

كفوا عن هذا الهراء ويكفى ما يقوم به هؤلاء الذين يرسمون  مخططات هدم هذه المؤسسة الدينية.. وأناشد المتجاوزين والمتطاولين: كفوا عن هذا العبث، لأن هدم الأزهر هو هدم للدولة المصرية ولا أعتقد أبداً أن أحداً يرضى بهذه المسخرة.

 

[email protected]