عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قديماً قالوا «ده بيسرق الكحل من العين» كناية عن خفة اليد والمهارة، فالنشل غير السرقة، لأنها تحتاج إلى مهارة، خاصة لأن النشال أو الطرار يغافل الضحية بإلهائها حتى يتم الإجهاز عليها.. وهذا ما حدث بالفعل مع وزير النقل الذى على حد تعبيره «مسير لا مخير» فى تحريك سعر تذكرة المترو بعد أن أُملى عليه بقرار سيادى أن يفعل هذا دون أن يفسح لأحد عن نيته وبالفعل توجه إلى لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب واجتمع بهم وعرض عليهم مشكلات قطاع النقل والمواصلات، مشيراً إلى وجود مديونيات وعجز فى الإيرادات لمرفق مترو الأنفاق تصل إلى «165» مليون جنيه سنوياً.. مؤكداً أن الإصلاح لن يأتى إلامن خلال تحريك سعر التذكرة.

هكذا وزير تنفيذى أقسم بالله ألا يخون الوطن وأن يرعى مصالح مواطنيه.. نواب محترمون صدقوا الوزير وتناقشوا معه فى السبل والتدابير الكفيلة فى العلاج بعيداً عن هذه الزيادة التى ربما سايره فيه البعض لاعتبارات اقتصادية وفنية.

ولكن دبر الفعل بليل وأن زيارة اللجنة تحصيل حاصل واعتبرها الوزير قعدة دردشة وتنفيس عن النفس، مؤكداً أنه زكى قدرة.. ادبح زكى قدرة أو أسلخ زكى قدرة.. المهم تم الذبح والسلخ وطبعاً عارفين مين المقصود طبعاً راكب المترو الغلبان المصدوم المطحون وفى ليلة وضحاها كان القرار زيادة تذكرة مترو الأنفاق بنسبة «100%».. ووزير النقل يبدو أنه اختصر الكلمات والمسافات فى آن واحد وبلا وجع دماغ ولا حوار مجتمعى ولا مجلس نواب يرفع شعار «موافقة» فالأرضية جاهزة والقرار صنع وتنفيذه واجب النفاذ فى صباح يوم تالٍ والمشكلة من وجهة نظرنا ليست فى تحريك سعر التذكرة ولكنها مشكلة أخلاقية فى المقام الأول بتغفيل أعضاء لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب واعتبار موافقتهم ضمنية أو صريحة لا يهم لأن الوزير ذهب إلى ديارهم وشرب من بوفيههم أقداحاً من الشاى والقهوة وحصل على صك الزيادة بأن دعه يعمل دعه يمر ويرفع التذاكر ويسقى الغلابة الكوى والمر!

أتذكر الأيام الخوالى فى عهد المهندس محمد الشيمى رئيس مترو الأنفاق السابق الذى شرفنى بلقائه إزاء مقالة كتبتها لم ألق لها بالاً فى إحدى الصحف المعارضة المصرية.. لقد هاتفنى الرجل وألح علي فى الحضور إلى مكتبه برمسيس.. وقام بالشرح لمدة ساعة كاملة من أجل تطوير وتحديث مترو الأنفاق.

وقال لى بالحرف الواحد إن ما كتبته صحيحاً ويعتبر المقالة وثيقة عمل، على اثرها تم إدخال «20» قطارا مكيفا للخدمة بالخط الأول مع تطوير محطات الدمرداش ومنشية الصدر وغيرها بسلالم كهربائية ولم أنس مقولته التى مازالت فى أذنى باحتياجه مدة عام كامل لتطوير وتحديث الخط الأول.

ـ يا وزير النقل إن العقد المبرم بين الراكب ومرفق النقل يقوم على علاقة تبادلية يقوم الراكب بسداد قيمة الرحلة كاملة بعد الزيادة الأخيرة ويحصل على تذكرة هى جواز المرور الى منتهاها ولكن فى نفس الوقت الراكب يحتاج إلى وسيلة نقل آدمية ونحن على أبواب فصل الصيف يراعى فيها أجهزة التكييف وزمن التقاطر وتفادى فترات الذروة والزحام.

ـ إن بوابات العبور تحتاج إلى إصلاح فورى وأعتقد أن هناك خبراء وفنيين يتقاضون آلاف الجنيهات نظير عملهم وفيهم النابغ الذى يمكن إصلاح البوابات دون تحميل ميزانية المرفق أعباء إضافية جديدة بتكلفة «160» ألف جنيه للبوابة الواحدة.

ـ إننا نطالب الجهات الرقابية أن تبادر بكشف المستور والمسكوت عنه بفحص ملف هذا المرفق الذى نشتم منه رائحة العفن والفساد! هذا بلاغ للنائب العام والرقابة الإدارية والنيابة الإدارية فى فساد مالى وإدارى واضح للعيان بعد أن كان مرفق المترو يحقق وفراً مرحلاً أصبح مديناً مع الأخذ فى الاعتبار عدم وجود تحديث وتطوير فى الآونة الأخيرة.