رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس هناك أعظم من التضحية من أجل الوطن.. لذا فإن نداء الوطن لخير أجناد الأرض لا يعرفه إلا أصحاب الفوز العظيم من الشهداء.. الذين بشرهم الله عز وجل بمكافأتهم يوم القيامة.. أعظم تضحية لا يعرفها سوى جنود مصر الشرفاء جيشًا أو شرطة الذين ضحوا ويضحون يوميًا بدمائهم الطاهرة فى سبيل الله فداء الوطن وترابه.. هم أبطال من ماس وليسوا من ذهب ،هم من تعلموا على أيادى أهلهم الصابرين أن الدم غالٍ والأرض أغلى فكتبوا فى وصاياهم قبل الاستشهاد أن تراب مصر أغلى من كنوز الدنيا... عرضت الندوة التثقيفية رقم ٢٥ التى تنظمها القوات المسلحة بمسرح الجلاء فى الآونة الأخيرة فيلمًا تسجيليًا تحت عنوان «الوصية» والذى يجسد الأيام الأخيرة للجندى الشهيد محمد المعتز رشاد قبل استشهاده واللحظة التى قرر أن يكتب رسالة لوالده يعتذر له فيها عن عدم إخباره أنه يخدم فى سيناء ويطلب منه ألا يحزن عليه إذا نال الشهادة ويا لها من أعظم تضحية.

وتعرض البطل الشهيد لإصابة بالغة الخطورة نقل على إثرها إلى مستشفى العريش الذى أجرى له عملية جراحية ثم نقل إلى مستشفى المعادى العسكرى لخطورة اصابته وكانت المفاجأة أن العميد الطبيب المعتز رشاد والده كان من ضمن الفريق الجراحى الذى أجرى له العملية الجراحية حتى استشهد بين يديه.. وانطلقت فاعليات الندوة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع وعدد من الوزراء والمسئولين  .. هل هذه التضحية دراما أو حبكة درامية فى مسلسل تليفزيوني.. لا ولكن هى عين الحقيقة.. أحداث حركت بل دغدغت مشاعر الحضور بالكامل والجميع سالت دموعهم، لقد أخفى الشهيد البطل عن والده خبر وجوده فى رفح خوفًا عليه من القلق واستشهد فى حادث بتفجير مدرعة بالعريش التى كتبها لوالده تصل إليه بعد استشهاده، لم يكن يعلم الشهيد أنه سيلقى ربه وهو بين يدي والده  : كان من ضمن خطة محمد لوالده.. رسالة يخبره عن عظيم الأجر الذى سيلقاه بعد استشهاده فكتب إليه قائلاً «إلى أبى الغالى وحبيبى وأحلى أب فى الدنيا أنا أسف يا أبى العزيز علشان لم أقل لك انى فى رفح أقاتل فى سبيل الله خوفًا أن تقلق وخوفًا على صحة حضرتك والله أنا سعيد جدًا وكل حاجة فى هذا المكان مباركة و جميلة هى سيناء كدة  وحضرتك عارف.. يا أبى إن كنت نلت الشهادة بأمر الله تأكد انى فى مكان جميل مع الشهداء والأنبياء والصالحين يارب العالمين يملأ قلبك الصبر والإيمان أنا إن شاء الله فى جنات رب العالمين الكريم الرحيم».

بعد إصابة محمد إثر أحد الاشتباكات مع الارهابيين ثم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى على المقرر يستدعى فريقًا طبيًا على أعلى مستوى ليباشر الحالة ويجرى له جراحة عاجلة، إلا أن المفاجأة وقعت فى تلك اللحظة. فوجئ الطبيب العميد المعتز رشاد الذى يقود الفريق الطبى بأن المصاب الذى جاء بحالة حرجة بعد اصابته فى سيناء هو ابنه محمد يحاول جاهدًا اسعافه مع زملائه من الفريق إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدى والده... وأثناء عرض فاعليات الندوة ثم عرض هذا الحدث المؤلم بحضور والد الشهيد محمد ضمن الحضور وإثر عرض الفيلم سالت دموعه ودموع الرئيس عبدالفتاح السيسى وسط تصفيق وإشادة الحضور... قررت جامعة الفيوم تكريم العميد الطبيب المعتز رشاد و ابنه الشهيد البطل محمد المعتز.. إننى أطالب رئيس جامعة الفيوم الأستاذ الدكتور/ خالد حمزة ومجلس الجامعة بإعطاء الدكتوراه الفخرية لهذا الطبيب البطل والد الشهيد الفارس. إن قصص الشهداء والأبطال التى روتها الامهات والزوجات بالدموع فى الندوة وغيرها كافية لأن يعرف كل مصرى أنه مازالت الدماء تجرى فى عروقه وأن حربنا ضد الإرهاب هى حرب مقدسة يستشهد فيها أغلى الرجال من أجل أن يبقى الوطن.. وسوف يبقى الوطن بخير أجناد الأرض لذا أقدم أعظم تحية لأعظم تضحية.