كلمة عدل
قضية المشاركة فى الأعباء مسألة مهمة جدًا فى ظل التطورات الجديدة بالبلاد، فليس من المنطق أو العقل أو المقبول أن تتحمل الدولة كل شىء بمفردها دون أن يشاركها القادرون والأغنياء فى أمور كثيرة. وليس من العقول أيضاً أن يشارك هؤلاء الأغنياء الفقراء فى الدعم الذى تقدمه الدولة لغير القادرين والمحتاجين وأهل العوز.
هناك دور مهم جدًا يجب أن يلعبه المحافظون كل فى محافظته، ولابد أن يتم اتباع سياسة أن تتكفل كل محافظة، بمسئوليتها كاملة دون الحاجة إلى الدولة، من خلال أوجه الأنشطة المختلفة والموارد المتاحة لكل محافظة. ويجب أن يتخذ كل محافظ القرارات المناسبة بما يتفق مع محافظته واستغلال كافة الموارد فى سبيل تحقيق النفع العام لمواطنى كل محافظة، ومن خلال تفعيل القرارات التى يصدرها المحافظ، وعدم تحميل الدولة أعباء هذه المحافظة، وهذا الطريقة تضمن تمامًا استقلالية المحافظة، وبذلك نضمن تحقيق مصلحة الأفراد والدولة فى آن واحد.
وعلى كل محافظ أن يقوم بتشجيع الأغنياء والقادرين فى المحافظة، على إقامة المشروعات التى يحتاجها المواطنون، سواء كانت خدمية أو غير ذلك، بالإضافة إلى تكليف هؤلاء الأغنياء بإقامة المشروعات الاستثمارية التى تحتاجها المحافظة، والتى من خلالها يتم توفير فرص العمل للشباب وغيرهم.. لقد آن الأوان لأن يتخلى المحافظون عن سلبيتهم وتجاهل القيام بواجبهم والاعتماد فقط على الدولة فى كل شىء، وكذلك لابد على الأغنياء القادرين أن يتحملوا تبعات المشاركة فى الأعباء وتخليهم عن السلبية فى القيام بواجبهم نحو أهاليهم الفقراء فى هذه المحافظات.
المشاركة فى الأعباء مسئولية وطنية بكل المعايير والمقاييس وتفعيل هذه القضية بات ضرورة ملحة، لأنها تضمن توفير الخدمات للجميع، وتضمن تحقيق كل ما يحلم به المواطنون فى كل محافظات الجمهورية. وعلى السادة المحافظين أن يتخذوا القرارات اللازمة وعقد اللقاءات الدورية مع القادرين فى كل محافظة، لشرح فلسفة المشاركة فى تحمل الأعباء، والنتائج الايجابية التى ستعود على الجميع بالخير.. أما سياسة انتظار الاعتمادات وما شابه ذلك فإنها تكلف الدولة الكثير من الأموال، ولا تحقق الهدف من توفير كافة المتطلبات التى يحتاجها المواطنون.
المشاركة فى الأعباء ليست منة أو ترفاً يقوم به القادرون فى المحافظات، وإنما هى مسألة وطنية بالدرجة الأولى، وعلى جميع المحافظين نشر هذه الثقافة داخل كل محافظة، حتى نضمن تحقيق التخفيف على كاهل الدولة.
.. و«للحديث بقية»
سكرتير عام حزب الوفد