رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعتبر وضع ميثاق شرف إعلامى إحدي المهام الرئيسية لنقابة الإعلاميين، ومن الضرورى تأكيد أن هذا الميثاق ليس مجرد نص مكتوب يوزع على القنوات الفضائية والشبكات الإذاعية إنما الميثاق هو اتفاقية يلتزم بها كل من يتمتع بعضوية النقابة التى طال انتظارنا لها، والحقيقة أن هناك مواثيق كثيرة وضعت من قبل وكلها تقريبا تصب فى نفس الاتجاه الملزم للجماعة الإعلامية، ويمكن اختيار أحدها واعتباره الإطار الفكرى الذى يجمع كل الإعلاميين المصريين ما يجعلنا نقول إن الأمر أكثر من مجرد أوراق يتم الالتزام بها أو لا يتم!.

ويبدأ الشرف الإعلامى - اذا جاز التعبير - من الإعلامى نفسه الذى يجرى عداده وتدريبه للقيام بمهمة نقل الرسالة الاعلامية للمتلقى فهناك قيمة مهمة تعلمناها وهى قيمة المحاسبة او الرقابة الذاتية مالم تتوفر هذه القيمة لدى الإعلامى نعتقد أن ميثاق الشرف لن يجد كثيرا ويصبح مجرد أوراق مكتوبة مودعة بأدراج الأعلاميين يتم الرجوع لها فى التحقيقات المهنية والادارية للإعلامى اذا اخطأ!

وهنا لابد ان يصبح عامل الرقابة الذاتية اساسا مهما فى البناء المهنى للوظائف الاعلامية مثل المحرر والمعد والمذيع والمراسل والمخرج والمونتير والمصور وكل من يتعامل مع الشاشة والميكروفون ومن هنا يمكن ان نتحدث إذن عن ميثاق شرف عام يحكم جودة الآداء الإعلامى ويمكن القول إن ميثاق الشرف الإعلامى يتمحور حول نقاط تتعلق بالمبادئ والأهداف التى تترجم إلى سياسات وأدلة عمل تحريرية تعبر عن سلوك مهنى يعكس الالتزام الأخلاقى والمهنى للإعلامى.

 وبناء علية نجد ان مواثيق الشرف تركز على جانب يتعلق بقيم المهنة، وعلى سبيل المثال «الموضوعية» قيمة مهمة يجب أن يلتزم بها أى إعلامى يسلك سلوكا مهنيا. ولو دققنا النظر نكتشف أن الموضوعية ماهى إلا عنوان كبير تحته العديد من القيم الفرعية التى تصب فيه مثل العدالة والانصاف، حيث إذا أى إعلامى يبغى الحقيقة فعليه أن يكون عادلا ومنصفا، سواء فى صياغته للخبر أو فى إبرازه لرأى ما بشرط عدم الخلط بين الأمرين أى بين الأخبار والآراء.

وهنا تاتى قيمة أخرى هى الحيادية التى تثير جدلا بين أوساط الإعلاميين والباحثين الأكاديميين فى مجال علوم الاعلام، حيث يقال إن الحيادية أحد شروط الموضوعية لكننا لا نجد أداء إعلاميًا حياديًا مائة بالمائة إلا عندما نعرض قصصًا إخبارية بعيدة نسبيًا عن دائرة اهتمام أو مصلحة المتلقى، أما عرض الآراء لا تتطلب الحيادية بقدر ما تتطلب «التوازن»، ومن وجهة نظرى وهى قيمة أهم من قيمة الحيادية.

بعبارة اخرى اننا نصبح امام اعلام منحاز او اعلام متوازن ونرى أن الفيصل بين الاثنين طبيعة الرسالة الاعلامية المنقولة إلى المتلقى، فلا يمكن أن نصبح محايدين بشأن قضايا تهم الوطن أو تتعلق بمصلحة المواطن، ولا مكان لحياد فى قضايا تتعلق بجرائم الإرهاب مثلا!

غير اننا نسعى لخطاب إعلامى متوازن يغطى كل الجوانب الخبرية ويعطى الفرصة المتكافئة لكل الاراء، وهو الأمر أكثر مهنية، ويساعد كما قلت يساعد ميثاق الشرف الإعلامى القنوات الفضائية على وضع دليل السياسة التحريرية من حيث ضبط المصطلح المستخدم فى الخطاب وتوحيد نطق الأسماء وتوثيق الأحداث واخضاع القصص الاخبارية للمعايير المهنية! أما فيما يخص اهداف ميثاق الشرف الإعلامى فانها تحمى الإعلامى من الوقوع فى ضبابية الرؤية ويحيد عن الوظائف الاساسية للاعلام، وعليه يصبح الإعلامى فى وضع افضل يمكنه من آداء دوره بسلاسة وسهولة!