عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى يوم نحس على الكيان الصهيونى قامت طائراته الأربع بشن هجوم على الجيش العربى السورى بتدمر وهى مطمئنة كالعادة أن سوريا لا يمكنها الرد السريع على هذه الهجمات التى بدأتها منذ 2013 بمعدل هجمة أو اثنتين كل سنة، وكانت الإدارة السورية تتحلى بالصبر وضبط النفس لتفادى الصدام معها أثناء انشغالها بالحرب على المجموعات التكفيرية (داعش والنصرة ومن متحالف معهما من فصائل مسلحة) المنتشرة فى كل أرجاء سوريا مدنًا وريفًا وحلب على وجه الخصوص التى اعتبرتها أنقرة من بداية المؤامرة ملاذها الأول والأخير لما لها من أهمية كبرى بالحدود بينها وبين سوريا.

نشط الجيش العربى السورى بعد أن تزود بمختلف أنواع الصواريخ من موسكو وبعض المقاتلات الحربية وأسلحة أخرى، وتكاتف الحلفاء معه (موسكو وطهران وحزب الله اللبنانى) فى تحرير كل مدن وريف سوريا منذ 2014 أى بعد ثلاث سنوات من الحرب عليها، إلى أن تم تحرير حلب شرقًا وغربًا قبل نهاية 2016، الأمر الذى فرض على كل فصائل المسلحين الذين ولاؤهم للمعارضة الداخلية والخارجية أن يقبلوا بمؤتمر أستانة 1، 2 كذلك قبلت أنقرة التعاون مع موسكو بغلق حدودها أمام المسلحين وعدم تزويدهم بالسلاح والمؤن الآتية من الدول الراعية للإرهاب (الرياض والدوحة)، حيث حقق مؤتمرا أستانة ما عقدا من أجله، وهو وقف اطلاق النار الدائم على كل الجبهات، وأعلن ديمستورا أن أى فصيل مسلح لم يعمل بهذه الاتفاقية، يكون مشاركا لداعش والنصرة التى رفضتا الالتزام بوقف إطلاق النار وتصبح الدولة السورية لها الحق فى التعامل معها ناريًّا.

بعد مؤتمرى الأستانة، انعقد مؤتمر جنيف أربعة، والذى حقق تقدما بعد النتائج التى مهدت له فى الأستانة وهى التزام كل فصائل المعارضة بوقف اطلاق النار، والموافقة الضمنية بالحوار مع وفد الحكومة السورية، وإن كان هذا المؤتمر (جنيف) انتهى دون أن يحقق شيئًا ملموسًا، إلا أنه يعزى لديه أن لأول مرة توافق المعارضة بأن تدمج كل فصائلها فى فصيل واحد، ما جعل المبعوث الأممى ديمستورا يعلن عن تقدم هائل للوفدين الحكومى والمعارض، خاصة بعد أن سيطرت الحكومة السورية على كل أراضيها إلى أن وصلت إلى مدينتى الباب ومنبج اللتين انتشر فيهما الجيش العربى السورى، استعدادا لمعركة الرقة التى أصبحت مأوى لكل التكفيريين من كل الجماعات بعد أن حيدت سوريا مدينة دور الزور وتمكنت من إعادة محطتى المياه بنهرى بردة والفرات اللتين تغذيان دمشق وحلب.

هذه المعطيات هى التى جعلت الكيان الصهيونى يتخذ القرار بشن هذه الهجمة على الجيش بمدينة تدمر لتقوية معنويات التكفيرين الإرهابيين متذرعًا بأنه قام بهذه الهجمات لضرب الأسلحة والمعدات الثقيلة المتجهة من سوريا لحزب الله بلبنان، علما بأن السيد حسن نصرالله لم يترك الصهاينة فى شكوكهم وأراحهم عندما تحدث فى أكثر من خطاب له، وكشف لهم عن كل امكاناته وأسلحته والمفاجآت التى تنتظرهم فى الحرب القادمة إذا ما فكروا فى ضرب لبنان.

إذن هل استوعب الكيان الصهيونى الدرس والرسالة اللتين وجهتهما له القيادة السورية أول أمس؟ وكذلك رسائل قائد المقاومة نصر الله؟ التى تعبر عن أن ما مضى قد مضى، والقادم هو الذى يجب أن يكون، لو لم تتخل الصهاينة عن غطرستها وتهديدها واختراق الأجواء اللبنانية والسورية؟

[email protected]