رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

كان هذا رده على مستشار الرئيس الاندونيسى, عندما حدثه أنه غير مقتنع بأن ما حدث فى 30 يونية كان ثورة حقيقية انتفض فيها الشعب لإرادة التغيير, وقد جاء رده بهذه الطريقة تحديدا بعد أن صرح له المستشار الاندونيسى بأن أحد مصادر معلوماته فى ذلك هو قناة الجزيرة!!!....

(... منتجعات هنا.. وعشوائيات هناك..) وكان هدا أيضا رده عندما سأله الكاتب الصحفى القدير أستاد عمرو عبدالسميع فى برنامجه «حالة حوار» قائلا: صف لى مصر الآن!...

أنه الأستاذ الكبير الذى رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة السيد ياسين (القارئ المحترف) كما كان يروق له أن يصف نفسه. 

ولد «سلطان الباحثين» كما أطلق عليه الدكتور عبدالعليم محمد عام 1933م, فى حى «راغب باشا» الفقير بالإسكندرية, مدينة (الثقافة والجمال) كما كان يقال عنها آنذاك - وضعوا معى خط عريض بل خطوط وخطوط تحت كلمة «كان» - نشأ هناك الذى لم يتوقف عن القراءة والبحث المنهجى على مدى أكثر من 60 عاما من حياته.... أستاذى المثقف المبدع الذى قال ذات يوم عندما عرض عليه أحد المناصب فى المجال الثقافى (... أنا باحث ولا أنفع أن أكون غير باحث ... أنا مش بتاع مناصب..). 

فقرابة 20 عاما قضاها فى البحث من خلال عمله كمدير لـ «مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية», حقق خلالهم نقلة كبيرة فى عمل المركز ونشاطه, من مركز متخصص فى الدراسات الفلسطينية والصهيونية الى تلك المؤسسة البحثية الشاملة الآن. وقد صدر له أكثر من 40 كتابا قيما, وقد كان «أسس البحث الاجتماعى» الدى صدر عام 1963م  هدا الفتح المنهجى هو أول ما قرأت له, وكم كانت سعادتى لاستفادتى كلما ألتقيته  فى عوالم الفكر من خلال كتاباته, الا أن حظى لم يحالف أن التقى به فى عالمنا المعاش, وأتذكر أن المرة الوحيدة التى كانت ستجمعنى بالقارئ العاشق والباحث الصلد, قد جاءت فى غير موعدها بكل آسف مند شهور, حيث هاتفنى صديقى المشاكس يحدثنى أنه رتب ميعاد وأننا سنقابل «نصير الباحثين» و"حارس المستقبل" كما كان يطلق عليه أيضا  للجلوس معه والاستمتاع بالنقاش حول أفكاره, وخاصة مجالى اهتمامه الأساسيين وهما (مجال النهضة «النهوض الوطنى والقومى», ومجال بحوث المستقبل «مستقبل مصر, مستقبل العالم العربى, مستقبل العالم بصفة عامة») وأخد بعض من وقته الثمين, وأخبرنى كذلك بأنه قد حكى للأستاذ عن مدى اعجابى الشديد بموضوعيته فى كتاباته, وأنه يشكل لى مثل أعلى فى الكتابة المنهجية, وأننى أيضا أحاول جاهدة الاقتداء به فى طريقة عرضه التى تعتمد على البحث العلمى, تلك الطريقة التى أصبحت بكل آسف نوع من أنواع الكتابة الغير شائعة فى مصر مند فترة غير قصيرة, ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن حيث كنت حينها فى زيارة لمدينة من مدن جنوب شرق آسيا,... وحدث أن دخل رحمه الله بعدها فى وعكته الصحية الأخيرة... ورحل مخلفا فى جعبتى شىء من الحزن شعرت به لوفاته قبل أن التقيه, كما افتقده كثيرا كلما تصفحت أهرام الخميس ولا أجد مقاله الأسبوعى.

ولكن المفكرين وصناع الأجيال لا يموتون, هم فقط يذهبون بعيدا كما يفعل الجنود....