رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

التقرير الأمريكى الذى تناقشه اليوم لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصرى، حول حالة حقوق الإنسان فى مصر.. هو نموذج فج وصارخ للابتزاز والتدليس اللذين تمارسهما الإدارات المتعاقبة فى الولايات المتحدة.. ليس ضد مصر فقط.. ولكن أيضا ضد معظم دول العالم التى تأوى بعثات دبلوماسية أمريكية فى عواصمها.. والمعروف أن هذا التقرير السنوى يزعم أنه يرصد أوضاع حقوق الإنسان فى نحو 200 دولة.. ويتم إعداده من خلال التقارير التى ترسلها السفارات الأمريكية فى هذه الدول.. وهو عمل شاذ وعجيب تنفرد به هذه السفارات.. دون غيرها من سفارات الدول الأخرى.. فلم نسمع مثلًا عن تقارير روسية أو صينية أو فرنسية أو بريطانية أو ألمانية أو حتى «بوركينا فساوية».. حول حقوق الإنسان فى دول أخرى.

 

< وعلى="" ما="">

فإن «بلاد العم سام» تعطى نفسها حق الانفراد بهذه النوعية من التقارير.. باعتبار أنها وفقا لما يظنون «شرطى العالم الوحيد» والحارس الأمين على الإنسانية وحقوقها.. وأن سفاراتها هى «مندوبيات سامية» تمثل السلطات الأعلى فى مستعمرات تحتلها وتقوم فيها بدور الحاكم الفعلى والوصى على عروشها.. وليست مجرد بعثات دبلوماسية فى دول تتمتع باستقلال حكمها ونظمها السياسية.. وتنظم عملها أطر قانونية والتزامات دولية عنوانها الأساسى ومبدأها الحاكم هو احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.  

 

<>

عن الازدواجية المفضوحة فى المعايير التى تعد وفقًا لها مثل هذه التقارير.. حيث تتمادى الدولة الأمريكية فى ادعاء رصد انتهاكات لحقوق الإنسان فى غيرها من الدول.. مثل إهدار حقوق الأقليات.. أو الاضطهاد الديني.. وقمع الحريات المدنية.. والاعتقال التعسفي.. واستخدام المحاكمات العسكرية للمدنيين.. وفرض قيود على حرية الإعلام والتعبير والاعتقاد والانتقال.. والتمييز المجتمعى ضد النساء.. والاختفاء القسرى والتعذيب فى السجون والمنشآت الأمنية.. واستخدام القوة المفرطة ضد المعارضين أو المتهمين جنائيا أو التصفية الجسدية لهم دون محاكمات.. وغير ذلك من مسميات «الاتهامات المعلبة سابقة التجهيز».

 

<>

تتجاهل الإدارة الأمريكية جرائمها وخطاياها.. وحقيقة أنها الراعى الأكبر للدولة الصهيونية العنصرية التى تمارس أقسى أنواع انتهاك وإهدار حقوق ووجود الشعب الفلسطينى بأكمله.. وتتعامى عما يمارسونه من شر ومؤامرات ضد كل شعوب العالم فى بؤر التوتر السياسى والأمنى التى يفتعلونها لصالح «إمبراطوريات صناعة السلاح العالمية».. مثلما تتجاهل تلك الإدارة أيضا ما تمارسه سلطاتها هى نفسها من انتهاكات لحقوق الملونين وغير المسيحيين على أراضيها.. وخصوصا المسلمين فى عهد الرئيس الجديد ترامب.. لدرجة أن يتم منعهم من دخول البلاد أو طردهم خارجها.

 

< وعلى="" أى="">

فإن الحديث الأمريكى المسموم عن ملف حقوق الإنسان فى مصر، سيظل فى حقيقته «حديث إفك وضلال».. طالما كان يعتمد على تقارير مشبوهة صادرة عن منظمات حقوقية «مُسيَّسة» وممولة من الخارج.. تتعمد عن سوء قصد.. تسليط الضوء فقط على حالات انتهاكات فردية.. لا ننكر وجودها.. غير أننا نراها شائعة الوجود حتى فى أعتى الدول ديمقراطية واحترامًا لحقوق الإنسان.. وتتعمد هذا المنظمات تضخيم الحالات.. والمبالغة فى حجمها وتقوم بتصديرها الى مموليها فى الخارج.. لتنال رضاهم.. وتضمن استمرار تدفق أموالهم.

< ويحدث="" ذلك="" فى="" ظل="" غياب="" دور="" منظمات="" المجتمع="" المدنى="" الحقيقية..="" والوطنية..="" وضعف="" آليات="" تحرك="" وعمل ="" هذه="" المنظمات..="" وهو="" ما="" أدى ="" إلى="" ترك="" الساحة="" للمنظمات="" المشبوهة="" والسفارات="" الأمريكية="" للعبث="" بهذا="" الملف="" الخطير..="" وتطويعه="" ولى="" حقائقه="" خدمة="" لـ="" «اعتبارات="" داخلية»="" ومصالح="" مادية="" وسياسية="" تحكم="" عملها.="">