رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يبدو أن الاعترافات تتوالى بشرعية الأسد؛ فى الاستمرار بحكم سوريا؛ وأن أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط؛ يعاد تفريقها من جديد فى حفلة مقامرة كبرى للعب على مقدرات الشعوب فى المنطقة وعلى رأسها سوريا؛ وإلا بماذا تفسر اعتزام الاتحاد الروسي؛ الاقتداء بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة؛ والتصدي لداعش؛ وإطلاق عملياته الخاصة به؛ ضد الجهاديين وإبلاغ روسيا مبعوث الولايات المتحدة «ميشيل راتنه» بذلك؛ أثناء زيارته لموسكو في 28 أغسطس الماضي.

وثمة تقرير نشرته جريدة يديعوت احرونوت الاسرائيلية أشارت فيه إلى الشأن الروسي في سوريا وعلاقة روسيا بتنظيم داعش الارهابى بقلم «اليكس فيشمان «كشف عن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا؛ ووصول قوة التدخل السريعة إلى هناك؛ لتستقر فى قاعدة جوية تحت سيطرة الرئيس السورى بشار الأسد وتحديدا فى منطقة محيطة بدمشق. وهذا ما جعل سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين يعلن من عدة أيام أهمية أن يكون هناك تحالف دولي حقيقي يقوم بأعماله وفق قرار مجلس الأمن الدولي، على أن تكون جميع الجهات التي تحارب داعش مشتركة فيه، لأن هناك دولا تقاتل داعش وفي الوقت نفسه تقاتل الجهات التي تقاتل داعش.

والعجيب أن هذا الاتجاه يرعب عصابة بترايوس/آلن/كلينتون/فيلتمان/جوبه/فابيوس؛ لانهم جميعا يريدون استمرار تنظيم داعش فى المنطقة ومن خلاله يتم بث الدماء الى مشروع الشرق أوسط الجديد الذى لم يحقق مآربه كما رسموها؛ فى ظل الصحوة المصرية والصمود السورى؛ رغم أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الحلم بعد تقسيم اليمن؛ وسقوط العراق؛ وضياع ليبيا .وما يزيد من مخاوفهم أنهم يعلمون أن روسيا لا تخطط «لتحييد» داعش فحسب؛ بل لهزيمة جميع الجهاديين الذين ينتمون للإمارة الإسلامية؛ والقاعدة؛ والجبهة الإسلامية؛ أو أي منظمة أخرى

ويأتى هذا مع اعتراف البنتاجون بالمصيبة الكبرى التى فعلها من قبل بتدريب سوريين؛ أطلق عليهم حينها «المتمردين المعتدلين» للقتال ضد داعش؛ أنضموا جميعهم من دون استثناء؛لتنظيم داعش؛ وتبنوا أهداف الإرهابيين. بل الجميع يشهد أن أمريكا تقف مع داعش وتدعمه فى العراق! وقد شهد شاهد من اهلها؛ وهى الصحافة الأمريكية للدور الامريكى القذر لدعم داعش فقامت صحيفة «وول ستريت جورنال» بنشر تقرير موسع تتحدث فيه عن الدور الامريكي مع داعش؛ مؤكدة ان الاعتقاد بوجود دعم امريكي خفي لداعش يتنامى من افراد الشعب العربى؛ حيث تناول التقرير شهادات لنازحين عراقيين تحدثوا عن مشاهدات قالوا انهم شاهدوا الدعم الأمريكي لأفراد تنظيم داعش الارهابي على الجبهات العراقية؛ الذى تباين بين انزالات المؤن المظلية الى تقديم المعلومات الاستخبارية؛ وأن القرى التي تعرضت لهجوم داعش كانت دائما من القرى غير المحمية. وأن داعش تمتلك معلومات مسبقة عن تحركات الجيش العراقي والقوات الأمنية؛ وهو ما يؤكد تورط الاستخبارات الأمريكية.

وأورد تقرير تناولته شبكة «Info War» الأمريكية شهادات ايضا لبعض النازحين من المخيمات، حيث نقلت عن احد النازحين من اهالي الرمادي «نحن نعلم جميعا ان الأمريكيين يقدمون الأسلحة والطعام لداعش الإرهابي، وهناك وثيقة مسربة من البنتاجون نشرها موقع سياسي «Judicial Watch» كشف فيها عن تورط البنتاجون بدعم تنظيمات متطرفة منبثقة عن القاعدة في سوريا بهدف زعزعة الاستقرار فيها؛ حيث ذكرت الوثيقة استمرار النهج الأمريكي بدعم هذه الجماعات رغم توقع البنتاجون بانها في النهاية ستفضي إلى ظهور داعش وسقوط مناطق عراقية؛ وتعود تاريخ هذه الوثيقة المسربة الى عام 2012 .حيث اعتبرت الادارة الامريكية في الوثيقة ان النهج الذي اتخذته ضروريا لمصالحها في الشرق الاوسط رغم تحذير البنتاجون فيها من اعتراف قادة فيما يعرف بالجيش الحر بالتعاون مع تنظيمات ارهابية منها جبهة النصرة ؛بهدف إضعاف النظام السوري وهو ما أعلنه أحد قادتهم «باسل ادريس» في تصريح للدايلي ستار.. والعام الماضى كشف السناتور الجمهوري الأمريكي راند بيل، ان عصابات «داعش» كانت تتلقي الدعم من الولايات المتحدة وأنها كانت حليفا لامريكا في سوريا؛وأن السبب الرئیسی فی وصول «داعش» إلى هذا المستوی من القوة هو السلاح الذی قدمته لها أمريكا حتى تقف فی وجه النظام السوری لذلك تحركت «داعش» بحریة بین العراق وسوریا.

وهناك دراسات لباحثين غربيين تؤكد أن منظمة داعش هي صناعة أمريكية، الغرض منها إثارة الفوضى العارمة في أي دولة تخرج على سياسة أمريكا وحليفاتها في المنطقة، لتحويلها إلى دولة غير قابلة للحكم (Ungovernable). وهذا هو سر الصعود الصاروخي المفاجئ لداعش، وقدرتها العسكرية الفائقة.. والآن أمريكا تحارب داعش لكونها تجاوزت الخطوط الحمراء، فيما يخص سيطرتها على المصالح الأمريكية في المؤسسات النفطية القريبة وشركاتها الأخرى. والايام تثبت ما قلناه منذ البداية من أن داعش هي نتاج حكومات إقليمية ودولية، تُستخدم كقوة بربرية وحشية ضارية لتحقيق أغراض هذه الجهات وبدعم من قوى داخلية. فبعد أن دمروا سوريا باسم الديمقراطية للتخلص من حكم بشار الأسد، جاءوا إلى العراق للتخلص من نوري المالكي.

 ومن الملاحظ أن جميع الأعمال الإرهابية تبدأ عادة بمبررات «مشروعة»، أو هكذا يدعي القائمون بها ومن يساندها من السياسيين والإعلاميين، بدءاُ من تأسيس منظمات المجاهدين الإسلاميين، بما فيها القاعدة وطالبان في أفغانستان، وإلى داعش الآن. وللأسف أن الواقع حاليا يكشف أن منطقة الشرق الأوسط تحولت إلى منضدة قمار كبرى الخاسر فيها حتى الآن هم العرب.