رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المتابع للتطورات السريعة والمتلاحقة للتكنولوجيا والاتصالات يلحظ أن الفرد يقف مشدوها ومذهولا أمام الامكانيات اللا محدودة للتكنولوجيا والالكترونيات والاتصالات فى كل مجالات الحياة ولا يقف الهاتف المحمول عند حد فى تطوراته وإمكاناته، بل بالعكس فى كل يوم تظهر تقنيات وتطبيقات وبرامج واستخدامات متعددة تسهل حياة الأفراد من ناحية وتخلق نوعا من الاحتياج والراحة وعدم الاستغناء عنها من ناحية أخرى رغم المحاذير التى قد تظهر من وقت لأخر .

والمتابع لحالة الشعب المصرى يجد أنه لا يقف بعيدا عن مجال التكنولوجيا والاتصالات بل بالعكس فجميع فئات الشعب الآن تحمل الهاتف المحمول وربما بعضهم يستخدم أكثر من واحد بالإضافة إلى أجهزة الأى باد والكمبيوتر وغيرها، لكن الظاهرة الملاحظة والتى تستوقف النظر هو (هوس السيلفى) أو التمسك بتصوير كل ما يمر به الفرد خلال يومه أو أثناء خروجه مع أصدقائه أو حتى فى رحلاته وأسفاره ، أو فى لحظات السعادة والاحتفال أو لحظات القلق والتوتر والحزن ..... كل الفئات بدءا من الطلاب والموظفين وحتى الحرفيين وجميع فئات الشعب المصرى تأخذ صور سيلفى وتنزل الصور على صفحتها على الفيس بوك لتحصد إعجابات وتعليقات وغيرها من ردود الأفعال التى قد تكون إيجابية أو سلبية ...

وهذه فى حد ذاتها ظاهرة ليست سيئة فمن المهم أن يوثق الفرد لحظاته التى تمثل محطات مهمة فى حياته ليتذكرها بعد فترة من الزمن وأن يستعيد ذكرياته عن أحداث مبهجة بالصور أو لحظات فارقة تمثل تغييرا فى الملامح الشخصية مثل النجاح أو ولادة مولود جديد أو أول خطوة يمشيها ابنى أو حفل زفاف ......هذا مطلوب ومستحب ، ولكن أن تتضخم المسألة بحيث أن الفرد يأخذ لنفسه صورا كل يوم بأوضاع مختلفة وأشكال متنوعة وخلفيات متغيرة وينشر على الفيسبوك أنا الآن فى الفندق الفلانى، أنا الآن فى السنيما مع أصدقائى، أنا مسافر بلد كذا، انا فى الحمام.! يجعلنا ندق ناقوس الخطر بأن الظاهرة قد انتشرت على نطاق واسع لجميع الأعمار السنية والفئات المختلفة والطبقات الاجتماعية ومن الجنسين مما يحدونا أن نتساءل عن الأسباب التى تجعل الأفراد يتجهون إلى مثل هذه التصرفات.

إن التفسير المرجح أن تلك الشخصيات تشعر بالحاجة إلى الاستحسان والثناء  والإعجاب المستمرين ولديهم ما يمكن أن نطلق عليه من الوجهة النفسية الشخصية النرجسية التى تعجب بذاتها وتعتقد أن الكون يتمحور حولها، أو أن بعضهم قد يعانى من الشعور بالعظمة من ان إنجازاته لابد وأن يتحدث عنها الجميع وأن تكون تحت أنظار القريب والبعيد وأن يكون محط انظار واهتمام واعجاب وغيرة كل من حوله حتى ولو كان الموضوع صورة شخصية أو خبر اجتماعى لا يهم الكثير من الناس.

 لا أحد ينكر أهمية المحمول الآن فى حياة كل منا وإذا رجعنا بالذاكرة إلى  الماضى لا نستطيع تخيل حياتنا بدونه، مثلما حدث فى جميع الاختراعات الحديثة مثل التليفزيون والكمبيوتر والطائرات وغيرها. ولكن السؤال الذى يستلزم من الأطباء النفسيين وعلماء النفس والاجتماع فى ظاهرة هوس السيلفى وما يتبعها من تداعيات فى العلاقات بين الأفراد يستلزم دراسات جادة وتحليل للأسباب وتوضيح للآثار المترتبة عليها بما يترتب من الحد منها ـــــــ إذا كانت مبالغا فى استخداماتها ـــــــ أو نشرها بالنسبة للظواهر الايجابية والأحداث التى تبث الأمل فى النفوس . هل نجد من يهتم بدراسة تلك الظاهرة ؟