رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محطات

 

الصديق والزميل الأستاذ ممدوح دسوقى من أفضل الصحفيين الذين يجرون حوارات صحفية، يتوجه الى خبراء من تخصصات متنوعة، مزوداً بثقافة واسعة ومعلومات جيدة عن ضيفه، ليخرج الحوار ثرياً يفاجئ الضيف قبل القارئ.

من يعرف «ممدوح»، يظنه شخصاً جاداً الى أبعد الحدود، فالحديث معه يكشف عن قراءات متعددة ومعرفة كبيرة بالشخصيات التى يجرى حوارات معها، لكن فى كتابه «جملة خسائر فى السياسة والنسوان»، الصادر مؤخراً عن مكتبة «جزيرة الورد» يكشف عن شخصية ساخرة إلى حد كبير، لكنها سخرية طبيعية وليست مفتعلة، وذلك من خلال موضوعات متعددة تدل على خبرة كبيرة بأمور الحياة، وما يجرى على الساحة المصرية، يحلل علاقة الرجال بالنساء، وعلاقة النساء بالرجال، وعلاقة المصريين بعضهم بعضاً.

وقد كان الكاتب الكبير لويس جريس صادقاً فى تقديمه للكتاب عندما قال إنه «من الكتب القليلة الرائعة التى تبدأ قراءتها فلا تتركها إلا بعد أن تقلب جميع الصفحات»، ويقدم نصيحة للقارئ بأن يشترى نسختين من الكتاب «نسخة تحتفظ بها فى مكتبتك، والنسخة الأخرى لتهديها لصديق عزيز تشيع البهجة فى حياته».

يخصص «ممدوح» ربع مقالات الكتاب للحديث عن المرأة التى يصفه البعض بأنه عدوها، لكنه يرد عن نفسه هذه التهمة فى الفصل الأول الذى حمل عنوان «عدو المرأة» الذى يظهر فيه أنه مناصر قوى لها، وأنه ضد الجهل فى فهمها وفهم طبيعتها، ويلخص رأيه فيها بقوله: «المرأة كالنار لا غنى عنها، لأنها تدفئ فى حنانها، وتحرق فى غضبها، وتلسع فى دلالها، وتكوى فى غدرها، وتسوى العاشق فى كبريائها، تضىء فى صفاتها، وتغلى فى قلقها وتوترها، وتشوى وتحرق عند الاشتياق إليها، هذه هى المرأة».

وفى المقابل، يرى المؤلف أن بعض النساء يبالغن فى المناداة بحقوق المرأة، وتصل هذه المناداة إلى حد الصراخ والعويل ممن يصفهن بأنهن «زعيمات وكاتبات مسترجلات»، وينسى هذا النوع من النساء أن من طالب بحرية المرأة هو الرجل «قاسم أمين»، وأن هذه المطالبة ساندها رجال مثل الإمام محمد عبده والزعيم سعد زغلول.

ويوضح المؤلف أن المرأة صارت وزيرة وقاضية وعالمة وكاتبة وسياسية ومناضلة وأنه ما زال الطريق أمامها طويلاً للوصول إلى ما تريده ونريده لها، وأن ما ينقص المرأة حقاً هو «الثقة بالنفس» وإلغاء الشعور بأنها أقل من الرجل، وألا تجعل نجاح الرجل يصيبها بالإحباط «فتخطئ مرة أخرى وتقلد الرجل بالاسترجال والعنف والفساد، وهنا تخسر المرأة أنوثتها وقوتها وميزتها».

ويرصد «دسوقى» فى كتابه تناقضات الشعب المصرى، الذى يحير أعتى الباحثين والدارسين والمتخصصين، فهذا الشعب لا تطبق عليه المعادلات، لأنه عندما يريد يجعل «1+1= مليون» وفى حالات أخرى يمكن أن يجعل «مليون + مليون = صفر»، وهذا الشعب إذا أحب حاكماً عشقه بجنون ونسى كل مساوئه، وإذا لم يحبه «غنى عليه والاسم بيغنى له، وأصبح قنبلة غير موقوتة هو وحده الذى يحدد متى يفجرها، شعب يعشق صناعة الفراعين ويجيدها بامتياز، ويجعله الأب والأم وكل شىء، حتى يتكاسل ويلقى بكل المسئوليات والتبعات على أكتافه، وإذا فشل الحاكم يصبح هو الكارت المحروق وليس الشعب»، وهذا الشعب يحترم رجال الدين، ومع هذا يسخر منهم فى نكاته، ويحترم المرأة ويحافظ عليها، ولكنه يصنع مهرجانات للتحرش فى الأعياد الدينية.

الكتاب يتضمن 60 مقالة متنوعة ومتميزة بأسلوب شيق يمنح القارئ متعة الانتقال من مقالة إلى أخرى، مع مضمون يتسم بالثراء والتشويق.