عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كم كنت أتمنى من السادة الفضلاء الذين يهاجمون الأزهر ويتطاولون على رموزه ويشاركون في تعديل قانونه أن يشاركوا قبل ذلك في الحديث عن ماضي الأزهر ومفاخره وحاضر الأزهر وجهوده التي هي امتداد الماضيه الحافل بالأمجاد والتي تؤكد علي أنه سائر علي الدرب في عزيمه وقوة؛ ليحفظ الأمانة ويؤدي الرسالة ويسلخ من عمره ألف سنة أخرى.

 لكنهم لا يريدون إعلان هذه الجهود ولا إبرازها ؛ لأنهم لا يريدون أن يحتفظ الأزهربتقاليده وخصائصه المميزة واستقلاله بتدبير شئونه، بل يريدون ألا يبقى منه سوى اسمه، وأن يصبح كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتي إذا جاءه لم يجده شيئاً فيعود كاسف البال، قليل الرجاء،يشكو إليّ الله بثه وحزنه، وهيهات لهم ذلك، فالأزهر ستبقى أنواره ساطعة لا تخبو ،أعلامه خفاقةً لاتنكس، حيويته متجددة لا تشيخ ،إن هؤلاء لما وجدوا الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف قد انتقل بالأزهر نقلة سابقة جريئة، وحرص على تصحيح مسيرته على الوجه الذي يحقق رسالته ليظل مفخرة لمصر ومشرقا للإسلام إلى أن تقوم الساعة لم ييأسوا من محاولاتهم ، فعلت أصواتهم،وارتفعت ضد الأزهر مرة بالهجوم عليه ومرة بتعديل قانونه، ولهم في ذلك مبررات تافهة، وآراء غريبة، وأساليب جذابة وحيل بارعة، ظاهرها فيه الرحمة ، وباطنها من قبله العذاب.وإني لأعجب العجب كله من فكرة فتح أبواب هيئة كبار العلماء وتوسيع دائرة اختيارهم لتشمل خبراء كما قيل في الطب والاقتصاد والاجتماع لخلق حالة من التواصل بينهم ونقل التغيرات والتحديات التي تحدث في الحياة وبحجة أن هناك قضايا تمس أمورالحياة مثل زراعة الأعضاء والبنوك .......الخ.

وكأن هيئة كبار العلماء صالون ثقافي وصالون اجتماعي يعقد للتواصل ومتابعة مستجدات الحياة لقد غاب عن هؤلاء أن هيئة كبار العلماء منوط بها مهام معينة ،كما غاب عنهم أن هذه الهيئة لا تعمل بمعزل عن متغيرات العصر وسؤال أهل التخصص ومراعاة كل قضية على حدة ومراجعة جميع أبعادها والاستعانة بأهل الخبرة والتخصص الدقيق للبحث عن حلول تتفق مع عقيدتنا ومبادئنا وتتناسب مع قدراتنا ولا تصطدم بالبيئة التي نعيش فيها والآمال التي نسعى إلى تحقيقها ، لكن دون أن يكون هؤلاء أصحاب حق في إصدار حكم شرعي ومعالجة قضية فقهية دينية ليظل الأزهر محتفظاً بهيبته وكرامته ومتجنباً للتورط فيما لا يليق برسالته فلا يسارع بإصدار الفتاوى التي لا تتفق مع الحكم بما أنزل الله ، ويستطيع أن يقول (لا ) في قوة وأن يوجه النصح في شجاعة وأن يقود المسلمين على بصيرة

ثم إني أعجب كذلك ممن يريدون أن يشاركوا في سلطات الأزهر وينتزعون السلطة من شيخه الذي ينبغي أن يكون هو صاحب الكلمة في تصريف شئون الأزهر ،والبت في أموره إذ لا يليق أن يكون شيخاً بلا مشيخة ،أو رئيساً بلا رئاسة

إن المجلس الأعلى للأزهر وعلى رأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تلك الهيئة العليا التي يحق لها دون سواها أن تتحمل مسئوليات التوجيه في كل شئون الأزهر وأن تخطط لأنواع النشاط في هيئاته المختلفة وترسم وتتابع السياسة التعليمية في جميع أجهزته وفِي مقدمتها كليات الأزهر ومعاهده. إنني أهيب بكل مخلص مسئول أن يقف من تلك الدعوة موقف الأبي الحازم الذي يضمن للأزهر الاحتفاظ بكيانه وصفاته وخصائصه.

"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

-----------------------

* وكيل كلية الدراسات الاسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر