رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هذه الدنيا

تقف صحافة مصر بكل أطيافها وأنماط ملكيتها وسط مفترق طرق فى انتخابات نقابة الصحفيين الجارية، سيحدد المشاركون فيها الطريق الذى ستسير عليه.. ما بين أن تكون صحافة قومية فى دورها وإدارتها ورسالتها.. تخاطب وجدان وضمير الشعب المصرى، وتدار بآليات احترافية واضحة تعلى من قيمة الكفاءات وتمنح الفرصة للأفضل.. وما بين تكريس حالة الاحتكار السياسى الذى سار عليه فريق الناصريين واليساريين وهم رغم اختلافهم الأيدولوجى مع جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسى عمومًا.. إلا أنهم يتفقون معهم فى الآليات والأهداف ومبادئ التمكين ومنح الأولوية للمنتمين لهم وحدهم.

سيكون أمام الصحفيين خياران: إما أن تدار شئون مهنتهم من شارع عبد الخالق ثروت حيث يوجد مبنى نقابتهم، أو أن تدار من حى الزمالك حيث يوجد «مكتب إرشاد» اليسار فى المقهى الشهير.. ولو كان الحجر يتكلم لتحدثت حوائط هذا المقهى وبلاط أرضيته عن أكبر عملية تخريب تعرضت لها صحافة مصر خلال السنوات الأربع الماضية، حيث تم وضع قوائم أسماء المجلس الأعلى للصحافة الحالى، ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير بالمؤسسات القومية.. مع احترامنا لأشخاصهم.. لم يتم اختيارهم وفق آليات مهنية واضحة وصريحة ومحترمة تعلى من قيمة الكفاءة وتضع الشخص المناسب فى المكان المناسب.

لكل ما سبق أرى أن «التغيير هو الحل» الذى يجب أن يسلكه الصحفيون فى انتخاباتهم القادمة.. مطلوب فكر جديد ودماء جديدة لإدارة النقابة وانتشالها من المستنقع الذى سقطت فيه بمعاداة الكثير من مؤسسات الدولة، وافتعال مشكلة مع مؤسسة الرئاسة دون أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسى طرفًا فى أزمة النقابة مع وزارة الداخلية.

وأعتقد أن الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة مدير تحرير الأهرام والمرشح على منصب النقيب سيكون هو نقيب الصحفيين الأوفر حظًا فى إصلاح ما تهدم من جسور بين النقابة ومؤسسات الدولة، فهو نقابى قديم، وقيادة واعية عاقلة تدرك معنى وضع الأمور فى مكانها الصحيح، وقد أثبت كفاءة منقطعة النظير فى إدارة أزمات أكثر خطورة وأشد وطأة وقت أن كان وكيلًا أول لمجلس النقابة بفضل حكمته وفطنته التى تضع حدًّا واضحًا ما بين أن تدير أزمة، وأن تلقى بنفسك لتصبح طرفًا فى أتون هذه الأزمة.

ولا يزايد أحد على هذه المهمة الجليلة ويعتبرها إعلانًا لتبعية النقابة للدولة، فالنقابة هى واحدة من مؤسسات الدولة المصرية.. والنقابة لا تعمل فى فراغ.. فالحديث عن إصلاح وتحديث التشريعات الإعلامية يستلزم وجود حد أدنى من العلاقة المقبولة بين النقابة والبرلمان.. والمطالبة بزيادة بدل التكنولوجيا لإصلاح الأحوال المادية المتردية للصحفيين يستلزم وجود تفاهم مقبول بين النقابة والحكومة.. ونفس الأمر حين نتطرق لمسألة تفعيل الدور الخدمى للنقابة فى كافة المجالات..

كل ما سبق يجعل من عبد المحسن سلامة هو نقيب الصحفيين المناسب فى التوقيت المناسب الذى نحن أحوج ما نكون فيه لحوار عقلانى حول مستقبل صناعة الصحافة، وأوضاع الصحفيين.. وهذا الأمر لا يدار بالهتافات والشعارات وغيرها من الوسائل الحنجورية.

أكن كل احترام للزميل الأستاذ يحيى قلاش النقيب المنتهية ولايته، يحيى قلاش زميل عزيز ونقابى محترم، واجتهد قدر استطاعته.. ولكن المرحلة القادمة فى حاجة إلى فكر مختلف يدير النقابة نحو وجهة جديدة.

[email protected]