عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قبل القراءة: فقدت الكلمة معناها فى مصر! لم يعد لها ذلك البريق والخطورة والتأثير التى كانت.. كل المصريين تحولوا إلى كُتَابْ، وانفتحت شهيتهم للحديث فى كل الأمور.. من الفقه وأصول الدين إلى الطبخ وفنونه وما بينهما من حديث الثورة والثروة.. كل مصرى - الغالبية العظمى منهم على الأقل لكى لا نسقط فى فخ التعميم - أصبحت له «جرائده».. واحدة للصباح على الفيسبوك، وأخرى للمساء على تويتر.. وثالثة بين الظهيرة والعصارى على الواتس آب! وإرضاء لشهية البعض ممن يحلمون بالظهور التليفزيونى، أتاح السيد «مارك» خدمة التسجيل التليفزيونى اللايف، للراغبين فى الإطلالة البديعة على أصدقائهم الفيسبوكيين، فيتحفونهم بنجوميتهم الزاهرة بين الحين والحين! بهذا وبذاك دالت دولة الصحف وانهارت عروش الكُتَّاب والكِتَاب، ولم يعد أحدٌ يهتم لحديث عن الفساد أو الاعتقالات أو تعاقد دولة المخابرات مع شركة علاقات أمريكية!.. وأيضًا لن  يهتم أحد لحديث عن «الأبطال» الذين لا يزالون يكافحون الفساد فى مواضع مختلفة، ويمكن اعتبارهم آخر «السامورايات» المحترمين فى المحروسة!

تهتمون أو لا تهتمون.. من أكبر كبير إلى وزير الصحة، إلى أصغر «تومرجى» و«حكيمة» فى أبعد مستشفى فى مصر، فهذا لن يثنينا عن حديث «الفيل»! وصراعه المرير مع أباطرة وغيلان الفساد فى غابة «معهد ناصر»!

الدكتور حازم الفيل.. مدير معهد ناصر لم يعد يستطيع التحمل أكثر من هذا، قوى الفساد أكبر، والمعركة بدت وكأنها معركته وحده، وكأن أحدًا قد ورثه المعهد، فبالتالى عليه أن يخوض معركة الدفاع عن ميراثه.. استقال «الفيل» كما نشر زميلنا هشام الهلوتى فى وفد الثلاثاء الماضى، لا أظن أن الوزير أحمد عماد سيرفض الاستقالة.. لسبب بسيط وهو أن الدكتور الفيل كان قد رفض من قبل طلبًا للوزير بنقل تبعية «فندق سياحى» إلى جامعة عين شمس، مع أنه تابع لمعهد ناصر، ولكنه كان متحفظًا عليه منذ عهد إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق. فالآن سيقول عماد «بركة يا جامع» وجاءت منك.

معركة د. الفيل مع غيلان غابة معهد ناصر والتى خسرها بالقاضية الفنية، بتقديمه استقالته، كانت أسفرت عن إبعاد 10 أشخاص ضالعين فى الفساد، وقبض على 4 من سكان الغابة وهم يهربون أدوية ومستلزمات طبية من المعهد، من بينها آلاف الأمبولات وأجهزة قياس الضغط وإجراء السونار، ولم ترتعش يد أحد وهى تقبل استقالة الرجل.. الفيل الذى يبدو أنه من فصيلة نادرة تمامًا ليس داخل المعهد فقط وإنما داخل المحروسة!

ما مهمة الدكتور أحمد عماد بالضبط؟.. هل مهمته ترك مثل هؤلاء «الفيلة» بلا عرين؟.. وفى العراء الوظيفى بلا حماية ولا تأمين؟.. أليس أمثال هؤلاء هم الذين يستحقون الشكر والعرفان والحماية من الوزير؟.. أم أن مثل هؤلاء «الفيلة» لا ثمن لهم إن دخلوا أعشاش الدبابير؟.. هذا الطبيب الفيل يستحق التكريم والتقدير والعض عليه بالنواجذ وليس تركه يمضى من منصبه بجرة قلم.. وكأنهم يقولون له أرحت واسترحت!

لا أصدق أن بلدًا منكوبًا بالفساد ويرتع فيه الأباطرة والغيلان من المفسدين يمكن أن يكتب انتصارًا ساحقًا لهؤلاء المفسدين وهزيمة ساحقة للشرفاء والمحاربين.. وبأيدى من؟.. بأيدى وزراء جيء بهم أساسًا لإصلاح منظومة صحية وطبية فاسدة ومليئة بالخراب والمخربين!

لطفك يا رب.. من أين سنلاقيها نحن المصريين؟