رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل تعلمون ما هى أسمى درجات الحب وأكثرها رقياً وصدقاً،  هذا الحب الفطري،  غير المشروط،  هذا الحب الذى يدفع إنسانا ليقف أمامك يتلقى رصاصة الغدر فى صدره،  وعلى وجهه نور وابتسامة رضا وهو ينظر اليك ويتخيل مستقبلك وقد أمن لك حياة آمنة كريمة،  هذا البطل المضحى ليس الأب أو الأخ ولا حتى الزوج إنه شخص لا يعرف هويتك،  لا يعرف اسمك أو سنك أو وصفك،  كل ما يعلمه هو أنكم تتشاركون خانة الجنسية فى شهادة الميلاد،  كل ما يعلمه هو أنك مثله «مصري».

أثناء إحدى زياراتى لمصابى العمليات الإرهابية فى مستشفى المعادى والحلمية مع د. أشرف الشيحى وزير التعليم العالى السابق ود.عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس رأينا صف ضابط لم يغادر منذ الزيارة السابقة، فتعجب د. أشرف وسأله «ألم تشف بعد يا بني؟!» رد عليه قائلاً: «بلى شفيت وعدت الى خدمتى فى الشيخ زويد وأصبت للمرة الثانية وما إن يتم الله شفائى سوف أعود وأؤدى خدمتى وأكمل مسيرتى فى الدفاع عن أهلى ووطني».

تعجبت ما الذى يدفع شابا فى أوائل العشرينيات ليقوم بمثل هذه التضحية؟ هل لما نعرفه جميعاً عما يلقاه من عزة وكرامة عند ربه قال تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) آل عمران.

نعم إن للشهيد حظا ونصيبا فى الآخرة جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ويشفع فى سبعين من أهل بيته،  لكن ماذا عن الدنيا ما التعويض الذى ينتظره الشهيد أو المصاب؟. 

لم أجد أى تفسير لتضحياتهم من أجلنا سوى أن فى قواتنا المسلحة وقوات الشرطة المصرية رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه لم أجد أى تفسير منطقى سوى الإيمان والعقيدة غير المشروطة بمقابل مادى أو معنوي.

كنت أود فى شهر مارس إحياء ذكرى يوم الشهيد وعيد تحرير طابا وإهداء لمسة وفاء لشهدائنا على مر العصور والأجيال للجنرال الذهبى الشهيد عبد المنعم رياض والشهيد إبراهيم الرفاعى، ولجميع الشهداء الذين سمعنا قصص بطولاتهم ولحديثى السن الذين لم يحظوا بفرصة انتشار قصص بطولاتهم لشهداء الواجب أحمد فؤاد ومحمد جعفر ومحمد أبوغزالة وأحمد أبوالعطا.

ولمسة وفاء وعرفان بالشكر والجميل لمصابى العمليات الإرهابية الذين يعيشون بيننا وعلى وجوههم ابتسامة رضا وأمل وفخر وتحد، لمسة وفاء للملازم أول أحمد عبد اللطيف والنقيب إسلام أبوالمكارم والنقيب محمود الكومى والرائد كريم بدر.

أنتم لستم مجرد ذكرى انتم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، بفضل كرمكم وتضحياتكم نحن نحيا آمنين على أرواحنا وأتعهد بأنه مادام أنا ومثلى الكثيرون نحيا ونكتب سنظل نذكركم وستظلون أحياء ترزقون العزة والكرامة عند العباد مثلما تحيون وترزقون عند رب العباد.