استكمالًا لمسلسل الاهمال الذى يضرب معظم مرافق الدولة والأماكن العامة التى من المفروض ان تدر الملايين بل والمليارات لخزينة الدولة، وبعد ان استعرضنا فى مقال سابق الاهمال والفوضى والتسيب فى حديقة الحيوان بالجيزة، نسلط الضوء على حدائق انطونيادس التاريخية بالإسكندرية التى تسبب التسيب فى سرقة تمثال نادر من ضمن التحف والروائع التى تضمها هذه الحديقة النادرة التى كانت فى وقتها الذهبى لا مثيل لها فى الشرق الأوسط وربما العالم كله.
تمثال كامل يصل طوله إلى أكثر من 110 سم يتم سرقته فى وضح النهار، كيف خرج ومن الذين توطئوا لكى تتم هذه الجريمة التى تؤكد ان المغرضين والمتربصين بهذا البلد كثيرون، والذين لايرغبون فى استقرارها اكثر
ورغم انه تم ضبط التمثال بعد عدة أيام فى محطة سيدى جابر بالإسكندرية إلا أن هذا لا يعنى اغلاق ملف هذه الجريمة كما نفعل دائمًا ونعتمد على نعمة النسيان، الأزمة فى اننا لا نعرف كيف نصون تراثنا ومواردنا التى يمكن ان تدر علينا ذهبا وفضة ولا تجعلنا نحتاج لأحد، بل ونتخطى الأزمة المالية الطاحنة التى نعانى منها جميعا، ولكننا تعودنا على الاهمال خاصة فى المنشئات العامة، بل نتفنن فى كيفية تخريبها والقضاء عليها!
حدائق انطونيادس التاريخية التى كانت فى زمن سابق قبلة لكل من يأتى إلى مصر باحثا عن كنوزها كى يلقى نظرة عليها ويعود إلى بلاده يحكى عن جمال وعظمة ما شاهده فى هذا البلد العظيم، وتسمى حدائق انطونيادس نسبة إلى البارون اليونانى انطونيادس وتضم مجموعة نادرة من التماثيل الرخامية لمجموعة من الشخصيات والأساطير الشهيرة مثل فينوس إله الجمال ومجموعة من النباتات والزهور النادرة والتى ملكيتها الى بلدية الإسكندرية فى الثلاثينيات من القرن الماضى، ومن ضمن حدائق انطونيادس حديقة المشاهير التى تضم تماثيل نادرة وبالحجم الطبيعى لبعض المشاهير مثل ماجلان وكريستوفر كولمبوس وفاسكو ديجاما
لو كانت هذه الحدائق فى أى دولة أخرى من دول العالم لحققت دخلا خياليًا لهذا البلد وساهمت فى الاقتصاد القومى بنسبة كبيرة، ولكن عندنا يظل الشعار هو (الاهمال سيد الموقف)!! ولن يتوقف الاهمال عند حدود حديقة الحيوان بالجيزة ولا حدائق انطونيادس بالاسكندرية، والبقية تأتى!!
[email protected] yahoo.com