عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

منذ قديم الأزل والتكفير سلاح وسلعة، سلاح ضد من يفكر فى التمرد على السائد والمعتمد والمعترف به، وسلعة جاهزة لكل من يطلبها ضد معارضيه.

«الثورة الثقافية» كما يؤكد المفكر د. غالى شكرى ليست حواراً فوقياً مع البناء الفوقى للمجتمع، ولا هى حوار تحتى فحسب، إنها النقطة الحاسمة فى الصراع الاجتماعى حين يتعارض خط التطور مع خط الردة، بحيث لا تصبح هناك جدوى من الترميم الفكرى أو الترقيع الاقتصادى، والثورة الثقافية ليست شعاراً أو إبداعاً فردياً خالصاً، إنما هى فعل ثورى يستهدف تغيير الروح الاجتماعية بتغيير جذورها الاجتماعية.

عندما وقعت محاولة اغتيال نجيب محفوظ، كتب له الدكتور غالى شكرى أنه تعلم منه ومن تجربة محاولة اغتياله شجاعة العقل والتعقل، وشجاعة الإصرار لدرجة الاستبسال، وأنه صامد ومتمسك بالعقلانية وسيظل حاملاً العلم ذا الثلاث نجوم «الحرية، المعرفة، والعدالة».

اليوم، يختتم أعمال المؤتمر الدولى «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، والذى عقده الأزهر الشريف، وذلك بمشاركة وفود من أكثر من 50 دولة، ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر «إعلان الأزهر للعيش الإسلامى المسيحى المشترك»، الذى يقتضى تحقيق حلم العيش معاً فى ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع وهى الرسالة التى يوجهها الأزهر، ورؤساء الكنائس الشرقية إلى كافة الشعوب وصناع القرار فيها.

ويبحث المؤتمر أربعة محاور يتضمن الأول: المواطنة: الخصائص والشروط فى عالم اليوم، الأوضاع الحاضرة لعلاقات المواطنة فى النصوص، والنفوس، والوقائع، رابطة المواطنة: أبعادها ومستقبلها، الأزهر وسؤال المواطنة.. كما يتضمن المحور الثانى: الحرية والتنوع، حرية الأفراد وهوية الجماعات، الحرية فى الممارسة واحترام التنوع، الأديان والحريات، دور الدولة فى صون الحريات وحماية التنوع.. الثالث حول: التجارب والتحديات: مبادرات الأزهر، المبادرات المسيحية، المبادرات المشتركة.. والمحور الرابع: المشاركة والمبادرة، العمل معاً لدرء مخاطر التفكك والانقسام ومواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، وترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، العمل معاً والحيلولة دون توظيف الدين فى النزاعات، ومن أجل مشاركة أوسع فى الحياة العامة.

كلام جميل مقدرش أقول حاجة عنه حول إعلان الأزهر للعيش الإسلامى المسيحى  المشترك والمستهدف إصداره، وقد تعمدت نشر عناوين محاور المؤتمر لبيان مدى أهميتها على الأقل من الناحية النظرية، فهى رؤوس أقلام لقضايا شائكة ينبغى مواجهتها بحق على أرض الواقع ونحن نواجه الحرب الأصعب والأشرس مع خفافيش الظلام الإرهابية، والتى تأتى مؤسساتنا الدينية فى مقدمة كتائب المواجهة حتى لا يكون أمر المنظومة المتكاملة فى حربنا ضد الإرهاب متوقفاً ومقصوراً على المواجهة الأمنية للعناصر الإرهابية فى مقابل أو على حساب إهمال التعامل مع فكرهم التخريبى المبنى على شعارات يستثمرون فيها المفاهيم المغلوطة للأديان والعقائد.. وعليه أطرح علامات الاستفهام التالية بكل حسن النية:

< لماذا="" كل="" مرة="" نطرح="" فيها="" عزمنا="" التوجه="" لعقد="" منتديات="" فكرية="" لا="" يتم="" تدارك="" أهمية="" البناء="" على="" ما="" سبق="" من="" جهود="" حتى="" يبدو="" الأمر="" محبطاً="" لكل="" أبناء="" الوطن="" لتكرار="" أمر="" تلك="" الفعاليات="" دون="" حدوث="" تطوير="" ملموس،="" فقد="" كنت="" أتصور="" أهمية="" أن="" تكون="" وثائق="" الأزهر="" الشريف="" التى="" سبق="" الوصول="" لصياغتها="" بتوافق="" فكرى="" سياسى="" واجتماعى="" وأيديولوجى="" عام="" بين="" كل="" قوى="" المجتمع="" بشكل="" رائع="" فى="" ظرف="" تاريخى="" صعب..="" ليه="" من="" الأول="" فى="" كل="">

< هل="" ننتظر="" إعلان="" واضح="" وصريح="" من="" جانب="" أصحاب="" الفضيلة="" والغبطة="" بفشل="" رسالة="" مؤسساتهم="" الإعلامية="" والدعوية="" والتوعوية="" فى="" إصلاح="" المفاهيم="" المغلوطة="" بدلاً="" من="" الدخول="" فى="" صراعات="" مضيعة="" للوقت="" ومؤسفة="" لا="" تعبر="" عن="" تاريخية="" وعظمة="" تلك="" المؤسسات="" مع="" إعلام="">

< لماذا="" لا="" تتقدم="" مؤسساتنا="" الدينية="" الصفوف="" للتحرك="" السريع="" نحو="" تفعيل="" ما="" جاء="" فى="" الدستور="" حول="" إنشاء="" مفوضية="" مناهضة="" التمييز="" الدينى،="" وتصحيح="" التشريعات="" المنظمة="" لتفهم="" حدوتة="" ازدراء="" الدين="" حتى="" باتت="" سبوبة="" ارتزاق="" من="" جانب="" البعض="" من="" المنتفعين،="" ومن="" جهة="" أخرى="" كسلاح="" كيدى="" من="" جانب="" بعض="" الموتورين="">

أخيراً، لا مواطنة بدون حرية وعدالة، فهما السبيل لوجود المواطن الصالح المدافع عن منجزات وطنه ووجوده الوطنى، فالإنسان المقموع والمضطهد فى وطنه، لا ينمو لديه روعة المواطنة بشكل تصاعدى، وذلك لأنه - للأسف - باسم الوطن يُضطهد ويُقمع، وتحت علمه وشعاراته الوطنية تُهان كرامته وتُنتهك حقوقه.

[email protected]