رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

كتبت هنا أكثر من مرة عن سوء الأداء في نقابة الصحفيين، وقلت إنها النقابة الوحيدة التي لم تقدم خدمات حقيقية لأعضائها، وأشرنا إلى أن السبب الحقيقي يعود إلى أمرين، الأول: خلط الصحفي بين عمله في الخدمة العامة وعمله بالصحافة، أو أنه يؤدى العمل العام بأنف وأنا الصحفي الكاتب المفكر المبدع الفنان، الأمر الثاني: إن بعض الذين يتقدمون لعضوية مجلس النقابة غير متحققين فى مؤسساتهم، ويتخذون النقابة سلمًا لكى يحققوا بعض المصالح على مستوى مؤسساتهم أو على مستوى المؤسسات الأخرى، إضافة إلى أن اسمه سوف يذيل بالكاتب الصحفي، مع أن بعضهم لا يجيد كتابة الخبر.

للأسف سنوات طويلة ضاعت على الصحفيين مع مجالس نفعية وشللية وحنجورية، واليوم مهنة الصحافة تمر بمنعطف فى غاية الخطورة، قد يعصف بالمهنة وببيوت الصحفيين، الأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد، والحلول التى تقدمها الحكومة تركت آثارًا بالغة على مهنة الصحافة، وعلى مرتبات الصحفيين، وأصبحنا بين قاب قوسين، أن نعيش أو نموت ويشرد أولادنا، تعويم الجنيه ضرب المهنة فى مقتل، ارتفعت أسعار الأحبار والأوراق، وبات على الصحف أن ترفع سعر الجريدة على المواطن أو أنها تخفض من أعداد الصفحات والصفحات الملونة توفيرًا للنفقات، أغلب الصحف عملت بالخيار الثانى رحمة بالمواطنين، أن يشتروا رغيف الخبز لأولادهم أفضل من شراء جريدة.

الصحفى فى ظل هذه الظروف البائسة أصبح يفكر فى المواطن وظروفه  البائسة، ويفكر فى ظروفه هو الشخصية، فهو الآخر مواطن ولديه أسرة وأطفال يحتاجون للطعام، والملبس، والتعليم، والعلاج، من أين؟، أغلب الصحف رفعت راية التقشف، جمدت المرتبات وألغت العلاوات والبدلات لكى تستمر، وعملت بمنطق من قبل بقليله عاش، وقبلنا بالقليل لكى نعيش ويعيش أولادنا، وسط كل هذه الأجواء البائسة تساءلنا: أين نقابة الصحفيين؟، لماذا لم تسع إلى مضاعفة بدل التكنولوجيا، ومضاعفة معاش من تقاعدوا؟، لماذا لم تتفاوض مع الحكومة على دعم طباعة الصحف والأحبار؟، لماذا لم تتفاوض مع الحكومة على خفض نسبة التأمينات والمعاشات؟، لماذا لم تتفاوض مع المؤسسات التى تقوم بالتوزيع على خفض الأسعار لفترة الأزمة؟، لماذا لم تجتمع مع شركات الإعلان لدعم بعض الصحف التى أوشكت على الانهيار؟، للأسف غابت النقابة وغرقت فى الشللية والهتافات الحنجورية، وللأمانة أغلب المجالس السابقة كانت منشغلة بمصالح بعض الأعضاء، وكانت تقدم الخدمات لكى يقول العضو إننى قدمت فاختاروني.

اليوم كما سبق وقلت: مهنة الصحافة تواجه أزمة اقتصادية ومهنية وقانونية واجتماعية ونقابية، والصحفيون مطالبون اليوم بأن يتجنبوا الخلافات ويتحدوا صفًا واحدًا لاختيار نقيب للصحفيين وأعضاء لمجلس النقابة فى تجديده النصفى، على أن نبتعد عن الأنطاع والشللية وأصحاب الأيديولوجيات والأجندات السياسية.

الصحفيون مطالبون بأن يختاروا القادرين على حل مشاكلهم الاقتصادية أولا وأخيرًا، هذه المرحلة تحتاج إلى زيادة المرتبات، ومضاعفة المعاش، وبدل التكنولوجيا، ودعم ورق وأحبار الطباعة من قبل الدولة، خاصة لدى الصحف التى تصدر عن أحزاب ومؤسسات تهدف إلى المنفعة العامة.

[email protected]