عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهدت صورة لمفتى الديار المصرية أطال الله عمره ومنحه الصحة والعافية.. وهو يسلم على أول سيدة كتب لها أن تكون محافظاً لإحدى محافظات مصرنا المحروسة، وبالطبع هذا حدث عظيم ينبغى أن نضرب له تعظيم سلام وأن نتقدم بالشكر العظيم والتقدير البالغ لصاحب هذا الاختيار الذى ارتفع بمكانة المرأة المصرية.. صحيح أنها أصبحت وزيرة منذ سنوات بعيدة ولكن منصب المحافظ الذى هو من أخطر المناصب فى بلادنا كان مقصوراً فقط على الرجال.. وما إن انكسرت هذه القاعدة وأصبح للجنس اللطيف نصيب فى هذا المنصب الرفيع المقام الخطير المهام، فقد كان علينا أن نقيم الأفراح والليالى الملاح، فقد انشكح القلب وسُر الفؤاد، ولكن ما جاء على لسان مولانا وتاج راسنا فضيلة مفتى الديار المصرية قتل الفرحة وحولها إلى كارثة بكل ما تعنى الكلمة من معنى، فقد قال، لا فض فوه ومات حاسدوه.. إن صعود المرأة إلى هذا المنصب يتوج كفاح المرأة المسلمة.. وحياة النبى يا مولانا.. الحكاية كده.. ولا فضيلتك بتهزر.. هل اقتصر الكفاح الذى بدأه الجنس الناعم على المرأة المسلمة دون سواها؟ هل خلت بلادنا السعيدة من امرأة يهودية أو امرأة مسيحية كان لها من الكفاح نصيب فى مسيرة المرأة؟.. بالتأكيد يا مولانا سعادتك إما أخطأت فى التعبير وهنا يجب عليك أن تتقدم باعتذار للمرأة المصرية باعتبار أن المرأة من خلق المولى عز وجل سواء كانت مسيحية أو يهودية أو بوذية أو مسلمة أو حتى بلا دين ولا ملة على الإطلاق، فهى حرة وهى من ضمن الذين ينطبق عليهم القول: فليؤمن يشاء وليكفر من يشاء، ولكن المرأة فى بر مصر كان لها بالفعل فى الكفاح ما يشرف هذا الوطن العظيم الغنى بتنوع الديانات فيه، ولعلنى اليوم فى حاجة إلى أن أعيد على مسامع فضيلتك كفاح امرأة بألف رجل اسمها ايستر ويصا فهمى كانت إحدى السيدات اللاتي واجهن الاستعمار البريطانى ووقفت أمام العساكر المدججين بالسلاح لدرجة أن هؤلاء الغزاة بالفعل استعدوا لإطلاق النار على السيدة الفاضلة العظيمة هدى شعراوى.. ولكن إيستر ويصا فهمى تقدمت الصفوف وجعلت من نفسها درعاً بشرياً يحمى هدى شعراوى وقالت بإنجليزية لا مثيل لها شديدة الإتقان وكأنها خريجة جامعات إكسفورد وكامبريدج: «إذا كنتم رجالاً فأطلقوا الرصاص.. ها هو صدرى مفتوح أمامكم لأتلقى الرصاص».. وكانت كلمات إيستر ويصا فهمى فى قوتها أعظم من الرصاص وفى أثرها أكثر فتكاً.. فقد استفزت حاملى البنادق من قوات الاحتلال الذين بالفعل أطلقوا رصاصات الندالة والخسة فى مواجهة مظاهرة نسائية وهو أمر لم يقدم عليه سوى أوسخ البشر وأندل قوات احتلال فى الدنيا، هؤلاء الذين لا يزالون يحتلون فلسطين العزيزة على النفس. وعندما انطلقت الرصاصات سقطت أول شهيدة من نساء مصر فى مسيرة الكفاح ضد الاحتلال البريطانى السيدة شفيقة محمد خليل، وكان هذا الحدث الجلل فى يوم 16 مارس من العام 1919 الذى كان لابد أن يتحول إلى عيد للمرأة المصرية، لقد شاركت هذه السيدة المصرية أولاً، القبطية ثانياً، فى كل المعارك التى خاضتها المرأة المصرية إبان حكم الإنجليز وأبلت البلاء الأعظم وخطبت فى المساجد ولم يرتفع صوت واحد يندد بأن خطاب المرأة القبطية أو المصرية فى الجامع «عورة» أو حرام أو غير مستحب.. كانت مصر منذ أكثر من مائة عام أكثر تحضراً وأعظم تسامحاً وأشد تمسكاً بوحدتها الوطنية.. سيدى ومولاى وتاج الرأس فضيلة مفتى الديار المصرية، أتمنى أن يكون ما نسب إليك من نوع الفبركة التى لجأ إليها صحفى صغير فى السن غشيم فى التجربة ربما تأثر بمسرحية محمد عوض وعبدالمنعم مدبولى وحسن مصطفى وأمين الهنيدى وبالفبركة الصحفية وظل يفكر ويفكر.. أقول: أتمنى أن يكون الأمر كذلك لأنه لو أخطأ صحفى صغير فتلك أمور حدوثها طبيعى ولكن أن يخطئ مفتى ديار الدولة المصرية.. فى توقيت الهجمة فيه من دواعش العصر تستهدف مسيحيى مصر، فهذا الأمر يرقى إلى الكارثة العظمى.. سعادة مفتى الديار المصرية ننتظر منكم توضيحاً لهذا التصريح العجيب.. فى هذا الوقت بالذات.. وأتمنى من الله يا مولانا ومفتينا ألا يطول انتظارنا.

ألف رحمة ونور عليك يا قداسة البابا شنودة.. الله يقدس روحك.. كنت رجل دين.. ورجل دولة.. لن ننسى حكمتك وفهمك العميق لطبيعة مصر وحضارة مصر وتاريخ مصر.. كلماتك سوف تبقى ما بقيت الحياة.. «مصر وطن يعيش فينا».. مواقفك خلدها التاريخ فى أنصع صفحاته.

لن نذهب إلى القدس إلا وأيدينا فى أيدى أشقائنا المسلمين.

حد يسألنى.. إيه اللى فكرَّك بالبابا شنودة؟ أجيب على سعادته وأقول: عليا الطلاق.. ما أنا عارف ليه!