رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة

 انفطر فؤادي وتألم قلبي، ولم أتحمل ما رأيت، فانزويت يسبقني دمعي، هذا ما فعله دعاة الإسلام ودولة الاسلام المزعومة؟! هل هذا نزل به نص كريم أو حديث شريف؟! هل هذا كان يفعله نبي الرحمة والسلام..؟!

 دائمًا كنت أتجنب أن أرى جنديًا أو ضابطًا مصابًا، رغم أن عملي يتطلب أن أكتب أخبارهم وأتابعهم من آن لآخر، إلا هذه المرة ساقني قدري، لزيارة أبطالنا خير أجناد الأرض، بمستشفى المعادي العسكري.

 في حقيقة الأمر كانت الدعوة بالنسبة لي غير محببة إلى نفسي نظرًا لما سأواجهه من أوجاع وألم، وأنني سأكون مضطرًا لأن أقول كلامًا هو في الأساس من قبيل المواساة في محاولة مني لرفع وشحذ الروح المعنوية لزهور لم تعرف الدنيا بعد.. رأيت شبابًا من الشرقية والصعيد والمنوفية والفيوم ودمياط رأيت خليطًا من طين مصر رأيتهم صامدين صابرين عاكفين على حب مصر كل واحد منهم بنفسه وطن رغم ما به من جرح إلا أنك تراه جنديًا يحمل سلاحه مدافعًا عن وطن تكالبت عليه الفئران كما قال ابني الجندي لا أريد أن أدعو كل واحد منهم باسمه فهم جميعًا مصر.

 وقال الجندي سأعود مرة ثانية، وسأواجههم بكل قوة، لا أخشاهم، ولن يستطيعوا هزيمتنا، هم جرذان يفرون منا في دروب الصحراء.

ثم خرجنا من غرفة إلى أخرى، نراهم ملائكة كرامًا تحفهم ملائكة أبرار، ثم كانت الغرفة الأخيرة وليتني كنت ترابًا قبل أن أدخلها، ولم أرَ ما رأيت وجدت مصريًا واقفًا فهدًا واقترب منه شاعرنا وأستاذنا الكبير جمال بخيت رأيته يقبله ولم يتمالك فانهار باكيًا وخرج مسرعًا من الغرفة فاقتربت من الجندي الواقف والذي تحدث بطلاقة، وأنه من الزقازيق وقد أصيب في كمين العريش، ففقد ذراعه اليسرى، كما فقد ساقه اليمنى فتلعثم لساني، وكأنني فقدت النطق لم أستطع أن أسيطر على قلبي، وخرجت مسرعًا، وجاء خلفي الدكتور عبدالله المغازي يربت على كتفي، قائلا: لولاهم ما كنا نحن... قلت: ما كان الإسلام بهذه القسوة المجنونة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لقتل إنسان أبدًا.. من أين جاءوا بهذه القسوة.

من أين جاءوا بهذه المفاهيم الكافرة..؟! إن ما تفعله القلة المارقة الإرهابية أشد خطرًا على الإسلام وسيقضون على صورة الإسلام السمح من أجل مذهب أو طائفة خارجة لا علاقة لها بالدين.. وأقول من هنا: هناك سياسيون كثرُ يحتاجون زيارة خير أجناد الأرض الأرض، ليعلموا أنه لولا جيش مصر ما كنا نحيا جميعا..  يحيا جنود مصر البواسل. وتحيا مصر.