رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مما لا شك فيه أن التراث الدينى كنز ثمين لكل مسلم فهو نور يسترشد به فى كل أفعاله الحياتية منذ ولادته حتى منيته فإن صلح صلحت حياته وإن شابه عيب أو خلل ضل الطريق وتاه ، لذلك على مدى القرون السابقة حرص علماء الدين والفقهاء والأئمة والمجتهدون كل الحرص على التدقيق والتمحيص والمتابعة والمراجعة عند إقرار أى إضافة أو حذف أو تعديل من وإلى التراث الدينى، ولكن للأسف الشديد مع كل ما بذل من توخى الحذر والحيطة فقد أتاحت فترات ضعف الأمة الإسلامية عبر القرون الفرصة أمام أعداء الإسلام وضعاف النفوس والدخلاء للعبث ببعض الثراث الدينى حقدا ورغبة فى النيل منه.

فإذا نظرنا اليوم إلى ما لدينا من تراث دينى بعين علمية وبحثية مجردة نجد أن هناك جزءا كبيرا من هذا التراث مؤكد وصحيح لم تصل إليه يد الباطل من قريب أو بعيد بالتحريف أو التغيير عبر التاريخ فهو راسخ وشامخ كالجبال لا تشوبه شائبة ولاجدال فيه ولا حوله، والجزء الآخر يشوبه ضعف التأكيد والإسناد، ونحن الآن نرى أعداء الإسلام ومشعلى ومروجى الفتن فى العالم يتخذون من كل ضعيف وغير مؤكد فى التراث الدينى ذريعة لاتهام الإسلام بالإرهاب والهمجية وهو منه براء. لذلك لابد من إعادة النظر فى هذا الجزء من التراث وتفعيل العلم والبحث العلمى فى تناوله فيجب علينا عدم تجاهله ولا نتعامل معه كما النعام بل نقر وجوده ونحدده ونضعه فى حجمه الحقيقى من الضعف ولا نسمح بتداوله أو الأخذ به فى أفعالنا لحين ، ومن ثم نجعله أطروحة للبحث العلمى والمناقشات العلمية ذات الصلة لإحقاق الحق فيه، والأمة الإسلامية لديها من العلماء والباحثين من تعهد اليهم بهذا الأمر وهم أكفاء وكثر.

وهنا تأتى مسئولية الأزهر الشريف حصن الإسلام الوسطى الحصين عبر العصور بعلمائه وباحثيه فى تنقية التراث الدينى، فلابد أن يأخذ الأزهر الشريف على عاتقه مبادرة إعادة النظر فى التراث الدينى ومراجعة كل ضعيف ومشكوك فيه حتى نحمى حاضر هذا التراث ومستقبله، ونوصد أبواب الفتن فى الأمة الإسلامية وندحض أعداء الإسلام فى كل مكان وزمان.

أستاذ بكلية طب الأسنان جامعة القاهرة