رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقد أعطى الله مصر عدة مميزات فضلها بها على بلدان العالم أجمع، خاصة فى محافظتى الأقصر وأسوان، حيث جمع فيهما جميع مقومات صناعة السياحة. 

إن الأقصر مدينة الحضارة والتاريخ فى مصر والتى تمتد جذورها فى أعماق التاريخ، شاهدة على عظمة الإنسان المصرى، الذى سما بعلومه وفنونه منذ سبعة آلاف سنة والتى تعتبر جامعة مفتوحة للتاريخ الإنسانى فى عصوره المختلفة.  تتكون الأقصر من شطرين البر الشرقى والبر الغربى يفصلهما نهر النيل وكان يطلق على البر الشرقى مدينة الأحياء، حيث المعابد الدينية وقصور الملوك وعامة الشعب مثل معبد الأقصر ومتحف الأقصر ومعبد الكرنك وطريق الكباش، أما البر الغربى فكان يطلق عليه مدينة الأموات، حيث المقابر والمعابد الجنائزية، مثل مقابر وادى الملوك والملكات، ومعبد حتشبسوت، ومعبد هابو.

انبهرت كثيراً بعظمة البناء كيف تمكنوا من تشييد هذه المعابد فى هذه الحقبة الزمنية قبل التطور العلمى والتكنولوجي. 

كانت الأقصر عاصمة مصر فى العصر الفرعونى، لذلك نجدها تتميز بكثرة المعالم الأثرية، ويقال إنها تحوى ثلث آثار العالم. 

أما عن أسوان فهى بوابة المحروسة من جهة الجنوب وسماها المصريون القدماء «سونو»، أى السوق، حيث كانت منطقة تجارية ومحطة القوافل التجارية.

أكثر ما لفت انتباهى فى أسوان طبيعتها الخاصة، حيث تجمع بين الرمال الصفراء والأراضى الخضراء والمياه الصافية التى يقطعها العديد من المراكب الشراعية الجميلة، لقد شاهدت فى أسوان من جمال الطبيعة ما لم أشاهده فى أى من محافظات مصر، بجانب جمالها نجد بها بعض المعالم الأثرية مثل معبد فيلة ومعبد أبوسمبل وجزيرة النباتات والقرية النوبية الجميلة بمنازلها الملونة البسيطة التى تدخل السرور إلى قلب كل من يراها، وتيقنت أثناء إحدى رحلاتى فى نيل أسوان إلى معبد فيلة أن بلدى به من الجمال ما يجعله يحتل عرش أجمل بلاد العالم، لا أعتقد أنه يوجد بلد يجمع هذا الاختلاف والجمال والثقافات باسم جنسية واحدة.

فى رأيى أن أجمل ما فى الصعيد ليس المعالم الأثرية أو المناظر الطبيعية بل هم البشر سكان المدينتين (الصعايدة) وجدت بهم من الكرم وحسن الخلق والطيبة ما لم أتخيل وجوده،  وجدت بهم حمية ونخوة مصرية حين دافعوا بأنفسهم عن سياحة مصر فى حادثه ٩٧ الإرهابية، حيث خرج كل مواطن بسلاحه الشخصى يدافع عن السائح الأجنبى وعن معبد حتشبسوت ضد الإرهاب الغاشم الذى يحاول ولا يزال يحاول تدمير سياحة واقتصاد بلدنا العظيم مصر ولكنه سيفشل ما دام المصريون بهذه النخوة والتحدى والمروءة. 

لقد كانت تجربة رائعة أسعى لتكرارها مراراً للتعرف على هذه الحضارة العظيمة التى أفتخر بمصريتى بسببها.