رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قامت على أرض مصر دورة رياضية لإحدى اللعبات الشهيرة، هى كرة السلة، وفى نفس الشهر تقوم دورة أخرى فى لعبة ثانية هى كرة القدم، الأولى عربية، أما الثانية فإفريقية، وتقوم فى أرض الجابون القريبة منا وقبل هذه وتلك قامت دورات أخرى فى ألعاب شتى بين دول متجانسة، وغيرها بين دول بعيدة عن بعضها كل البعد، وقد يخيل للبعض أن هذه الدورات ما هى إلا تسالٍ بين لاعبين يحركون أياديهم وأرجلهم ليضعوا كرة فى سلة أو غيرها فى مرمى. ولكن الحقيقة غير ذلك فما هذه الدورات إلا انعكاسات لما يجرى فى الكواليس قبل مجرياتها، انعكاس لتدريب ولقاءات بين شاب يملؤهم الطموح للتفوق فى شىء مفيد يقضون فيه فراغهم، محاطين بأهلهم، وبالمسئولين عنهم يساعدونهم ويشجعونهم، ويمتلئ الجو الذى حولهم والقريب منهم بالحماس وانشراح الصدور التى تبعدهم عن الحقد فى التفوق أو الهزيمة.

ويجىء دور الدورات لتستدعى تكوين الفرق التى تنافس وتسعى للتفوق لا فى محيطها الضيق داخل محافظة من المحافظات بل فى طول البلاد وعرضها بين هذه المحافظات، ليس هذا وحسب بل قد امتد دور الدورات ليشمل الدول كلها ويدعوها للتنافس بينها، كما يحدث فى تجمع دورات الأوليمبياد، الذى يقام كل «4 سنوات»، والذى يزيد فيه عدد الألعاب على «33» لعبة يتجمع فيها مالا يقل عن عشرة آلاف شاب، تحيطهم قلوب أهاليهم ومعارفهم والمنتمون لبلادهم.

ولقد يظن البعض أيضاً أن ما تتميز به الدورات هو بعث الجهود والبعد عن الشر، ولكن الحقيقة أن دورها أبعد من ذلك، فهى تخلق أناساً كاملى الصحة والعافية يحسدهم عليها سكان بلادهم، ويحاولون تقليدهم، فتنشط أعمالهم وتنهض دولهم، وأكبر دليل على ذلك ارتفاع شأن النهضة فى تلك الدول التى علت فيها الرياضة وحصلت فيها على السبق كأمريكا التى حصدت «116» ميدالية آخر دورة أوليمبية، والصين وإنجلترا اللتين حصدتا «70» و«66» ميدالية بعدها، ولا يعتقد البعض أن هناك ألعاباً تؤدى إلى حسن المآل وأخرى لا تؤدى، فالرياضة رياضة لا تقتصر على ألعاب جماعية تملأ الدنيا ضجيجاً ككرة القدم، بل قد تكون فردية كرمى الرمح مثلاً، كما وأنه ليس ضرورياً أن تنهك البدن، وترهق أعضاء جسمه كما فى رفع الأثقال والملاكمة، بل قد تكون مجرد مشى وجرى يصلان بممارسيها إلى ما يهدفون، والأكثر من ذلك خاصة فى كبار السن، قد يكتفى فى الممارسة برياضة الروح والفكر، وإبعادهما عن الهم وبث النشاط فيها كما فى ألعاب الطاولة والشطرنج.

هذه الألعاب كلها تبعث الرخاء فى الأمم، وهى التى يجب ألا تنساها مصر، فى خضم تصديها لمشاكلها، وليس الأمر بعسير أو يحتمل التأجيل، لأنه بإمكاننا البدء فوراً بإنشاء أو تهيئة المنشآت التى لا توغل فى التكلفة أو التى تحتاج لمدرجات عالية الأدوار ومنسقة الممرات، أو إلى ساحات واسعة يكسوها نجيل أخضر طبيعياً كان أو مصنوعاً، بل قد نبدأ بتهيئة ما تحتاجه فى كمال الأجسام ومثيلاته مما لا يثقل على الجيوب، وثم نزيد ما نريده على مدى الأيام فيما بعد، وأمامنا ما يساعدنا على ذلك فى ريف مصر الواسع العريض والذى يضم ملايين الشباب، وننشئ بيوتاً جديدة تلك التى يطلق عليها بيوت الشباب، ونستكمل البيوت الموجودة، جاعلين إياها حاوية الملاعب الممكنة، والأجهزة المتاحة بل الأكثر من ذلك: لماذا لا نشجع الأجانب الذين يعيشون بيننا على إقامة المنشآت الرياضية إلى جانب منتدياتهم الاجتماعية، ليندمجوا فى الرياضة، فنرى فيهم مثلاً يحتذى، وهكذا نوسع دائرة الرياضة ببساطة شديدة، وبسهولة ويسر، ولا ننتظر الأموال الطائلة التى تلزم للبناء الفاخر من النوادى، والمبهر من المنشآت.

الأستاذ بطب بنها